عندما يعلن ايلون ماسك عن انبلاج مرحلة جديدة في العلوم المعرفية، فيمكنك ان تبني على ما قال، هذا لان ايلون ماسك ليس شخصية عادية في العلوم المعرفية او شخصية عابرة بل هي وازنة جدا في منظومة الاقتصاد المعرفي كيف لا وهو يشكل الثقل الاكبر في هذا العالم كما هو صاحب مشروع واحة المريخ وتسلا الكهربائية وسبيس اكس والبصمة الالكترونية وشريحة التفاعل المبرمج، ليكشف هذا الرجل في اب 2020 الماضي عن التوصل العلم للشريحة الرابطة بين العالم الافتراضي والعالم الوجاهي وهي ما تعرف نيورالينك neuralink.
وهي شريحة الكترونية تزرع في الجسم، حيث يستطيع الدماغ عند زرع هذه الشريحة توسيع نفوذه المعرفية لتصل الى علوم خارفة بكل ما فيها من علوم علمية او علوم معرفية حيواتية او رياضية وحسب الطلب، فالشريحة التي تعرف باسم نيورالينك، ستقوم بادخال كمبيوتري جديد على الخلايا العصبية الى الدماغ والتي تقدر الخلايا العصبية فيه ب 85 مليار خلية عصبية حيث يتم التبادل معها بواسطة synapses سنابسز.
وهي عبارة عن تفاعلات كيماوية تولد تيارات كهربائية تعكس على الخلايا العصبية لتولد في نهاية المطاف عملية الربط العصبي بين الخلايا عن طريق ارسال الخلية لاشارات يتولد معها حالة تسمى نيوروسبايك neurospike للتواصل, وهنا سيتم زراعة النيورالينك، التي ستكون باستطاعتها قراءة الاحداث وصناعتها عن طريق دمج الانسان من الريبوتات وفق مفهوم التمدد في اكتساب النظرية المعرفية اللحظية مع المهارة التفتية والارادية، وهذا ايضا ما قد يولد تطابقا في علم الاجناس الخلقية والمعرفية، وهي بداية ثورة معرفية جديدة ليس في عالم الاتصالات فحسب بل في عالم التواصل المباشر هذه المرة.
لكن هل هذا سيقود البشرية للتحول من طور المنزلة الفطرية للخلق الانساني الى عالم من سايبورغ cyborg، وهو سؤال في مكانه وتحد كبير سيبقى برسم الاستجابة،وهنا يولد سؤال ضمني آخر يتشكل في ذات السياق، وهل ستبدا البشرية بالتحول التدريجي الى هذه المنظومة، وقد تكون الاجابة من الوهلة الاولى،،لا طبعا.؟!.... لكن حقيقة الأشياء تقول عكس ذلك فالانسان اصبح في العالم الافتراضي والعالم الافتراضي بات يشغل حيزا كبيرا من وقته وحركته و حل الكومبيوتر بدلا عن التمرينات العقلية التي اعتاد الانسان على تمرير عقله عليها في القضايا الحسابية والقضايا المعرفية وحتى في المسائل اليومية.
وغدا جوجل يشكل مرجعية معرفية وشبكة التواصل الاجتماعي تشكل منظومة عمل بحثية معلوماتية للأشخاص والمؤسسات وكما واصبحت صورة الهالة الشخصية ترسم وتعرف بل وتشخص في كثير من الاحيان في اطار منظومة الامن السيبراني اكثر من المنظومة المعلوماتية الوجاهية، كما واصبح الفرد يمضي وقتا طويلا في مجالسة العالم الكومبيوتري والافتراضي اكثر من العالم الوجاهي والاجتماعي وهذا ما يعرف بالتحول العصري تجاه رابطة جديدة وتجاه البيئة القادمة والتي بات وقعها حاضرا ومستقبلها يمكن تصوره موضوعيا وهو ما يمكن تصميمه والمشاركة في تحديد ابعاده باستخدام design bias او
ما يعرف باسم الانحياز التصميمي وهي القراءة العلمية التي يمكن ان تصور المشهد القادم بكل تجلياته.
فان الذكاء الاصطناعي قادر على التدخل في الانتخابات وقادر على خلق انطباعات مجتمعية جديدة على مستوى العموم وقادر ايضا للوصول وبشكل متكرر وسريع الى تغيير المنهجية المعرفية الاجتماعية والاستثمارية وحتى الى خلق انطباعات جديدة من اجل خلق علامة فارقة او درجة انطباع عام، وهي الاسحلة المعرفية التي تم استخدامها في الانتخابات الامريكية كما يصف ذلك بعض المتابعين، وربما ستكون عنوان الاحداث في المستقبل المنظور من على قاعدة خلق انطباعات جديدة للاشخاص والدول والمؤسسات وهذا ما سيؤثر على مشهد مكافحة الفساد بطريقة او باخرى، كما يؤثر على مناخات جذب الاستثمار والبيئة الاستثمارية الواعد كما تم استخدامه في سنغافورة التي حققت ناتجا استثماريا بلغ 17 مليارا في عام كورونا، وهي تجارب تؤكد على نجاعة العلوم المعرفية الجديدة ومقدار تاثير تجارب ايلون ماسك اليس كذلك!؟.