بقلم العميد المتقاعد الدكتور المهندس/ حاكم الفلاحات
يصادف هذا اليوم السبت الثلاثون من كانون الثاني ميلاد جلالة سيدنا حفظه الله التاسع والخمسون، وهو الملك الرابع للمملكة الأردنية الهاشمية، ولد في عمان عام ١٩٦٢، وهو الابن الأكبر للملك الحسين بن طلال طيب اللّه ثراه ويعد من النسب الثالث والأربعون لسيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وقد تسلّم جلالته سلطاته الدستورية عام ١٩٩٩، لما رأى فيه -المغفور له- الملك الحسين رحمه اللّه الرجل المناسب لتسلُّم الراية الخفاقة دائما بإذن الله، ليكمل المسيرة نحو المستقبل الواعد المزدهر بهمة الأردنيين الأوفياء .
لقد كانت جهود جلالته على الصعيدين الوطني والدولي دليل واقعي على حنكته السياسية وحكمته في إدارة الدولة الأردنية، والسهر من أجل إرساء قواعد الرقي والتقدم و الحكم الرشيد في كافة مفاصل الدولة.
قد لمسنا العديد من الإنجازات التي تعززت وتحققت بجهود مباركة من لدن جلالته، وعلى سبيل المثال لا الحصر نستذكر أبرزها فمنها إنشاء هيئة مكافحة الفساد والخلوات والمؤتمرات والندوات العالمية الاقتصادية والاجتماعية و انضمام الأردن إلى اتفاقية التجارة العالمية والاتفاقيات البينية التجارية مع الدول العربية والشراكة الأوروبية كما نستذكر إنشاء المدن الصناعية ومدينة العقبة الاقتصادية وتشكيل المجالس الاقتصادية والمجالس المحلية والمدن التنموية المؤهلة ومشاريع الإسكان للأسر الفقيرة وحوسبة التعليم والحكومة الإلكترونية وإنشاء المركز الوطني لحقوق الإنسان ومركز إدارة الأزمات ومواصلة الاهتمام ودعم الجيش و الأجهزة الأمنية ليبقى الأردن واحة أمن واستقرار، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لتعزيز القطاعات الصحية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، لما فيها من مصلحة الوطن والمواطن وغيرها الكثير .
أما على الصعيد الدولي فقط أضحى كعادته الحضن الدافئ والسند للأخوة والأخوات اللاجئين لأكثر من جنسية، والفارين من جراء ويلات الحروب في بلدانهم الأصلية، وكان الداعم الرئيس للقضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية والمدافع الشرعي الشرس عن المقدسات الإسلامية والمسيحية من خطر التهويد، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لتعزيز الهوية العربية ومكافحة الإرهاب والتطرف والحفاظ على السلم العالمي بمشاركة الجيش والأجهزة الأمنية في قوات حفظ السلام وجعل الاردن محطة من المحطات المهمة في المنطقة لتعزيز العلاقات والتعاون الدولي لما فيه مصلحة وأمن شعوب المنطقة. يحق لنا أن نفاخر العالم بهذه القيادة الهاشمية الفذة وتعظيم إنجازاتها التي تواصل الليل بالنهار لتحقيقها مهما كانت صعوبة الظروف الاقليمية والدولية.
حفظ الله الأردن وقيادته وشعبه من كل مكروه وأدام الصحة والعافية على جلالته.