نيروز الإخبارية : بقلم العقيد م حسين علي المحارمة
قبل ايام قليلة عزيزي القارىء انتهى عام وابتدأ عام , انتهى عام بكل ما حمله من أفراح واتراح ومن ذكريات بعضها مؤلم وبعضها جميل , مر العام كما يمر لمح البصر وانطوت صفحة من عمر الكون ومن عمر كل منّا , فقدنا أحبة ووهبت الحياة لأحبة آخرين , وفي الليلة الأخيرة وعندما أطفئت الشموع لإستقبال العام الجديد كان كل منا على موعد مع ... النفس ... مع الضمير , على موعد مع كشف الحساب , خلوت الى نفسي اسائلها هل قدّمت في العام المنصرم ما كان يجب عليّ تقديمه ؟؟ هل قمت بواجبي كأفضل ما يكون اداء الواجب ؟؟هل نفذت المهام الموكولة اليّ بدقة وامانة واتقان ؟؟ وطال بي السهر وانا استعرض الشريط السريع لذكريات العام الماضي , كنت ابتسم في بعض اللحظات ولكن في غالب الوقت كانت الدموع تذرف من عيني , كانت هناك بعض المواقف التي لم أحسن التصرف بها فمرت وانتهت وبقي فقط عذاب الضمير الذي لا يشعر به احدنا الاّ عندما يخلو الى نفسه في مراجعة مع الذات . ان مراجعة الماضي هي خير مؤشر على إن بذرة الخير لا تزال موجودة فينا , إن صرخات الضمير التي تؤرق المضجع بعد ان تكون في غاية الإنبساط والسرور هي أفضل دليل على ان كلاً منا يحاول ان يتلمس طريق الصواب وان يعود الى رشده وما اجمل ان تعود قبل ان توغل في السفر . عام مضى وانتهى , وعام جديد أطلّ علينا ومع إطلالته ولدت حياة جديده في كل منا وعاهدنا انفسنا ان نتعلم من الماضي لنتجنب في الحاضر ونحسن التخطيط للمستقبل , نتجنب كل ما صرخ به ضميرنا انّ هذا شر فإبتعد عنه ولنقبل على كل ما اراح ضميرنا فنكثر منه , نخطط لمستقبلنا لنملأه خيرا وسعادة وهناء .الأعوام تتوالى والأعمار تتناقص ولا يبقى في النهاية الاّ بقايا ذكريات وصور تمر امام العين كما يمر الشريط السينمائي.
ايها الأخوة , إن كل يوم يمر يدعوك الى العمل بصدق واخلاص وامانة واتقان , ان كل لحظة من دقائق حياتك بحاجة الى عقلك وجهدك فعامل هذا العقل بالدرس والبحث وهذا الجهد بالعمل والكفاح وحاسب نفسك قبل ان تحاسب وزن اعمالك قبل ان توزن عليك وإعلم ان هناك عين مراقبه لا تغفو وأيد مسجله لا تكل ولا تمل فحاول ان تكون العين المراقبه هي عين الرضا والأيدي المسجلة هي الأيادي البيضاء اليمنى وأوجه في النهاية كلمة الى كافة اخواني واخواتي ان يصدقوا مع ضمائرهم فرضى الضمير فيه كل الراحة والسعادة والإطمئنان ولا يتّأتى هذا الاّ بأن يكون رضى الضمير متلازم مع رضى الرب فإذا ارضيت خالقك فأبشر بكل الخير والاّ فإنه يمهل ولا يهمل وإعلم ان لحظات السعادة الدنيوية عابره فإعمل للحظات سعادة دائمه والله يحفظكم ويرعاكم ويسدد على طريق الصلاح والنجاح خطاكم وكل عام والجميع بكل الخير.