"السلق" تعبير عامي شامل يفسر طبيعة حال منافسات درع اتحاد الكرة للموسم 2021، والتي ينطلق قطار منافساتها اليوم، خصوصا وأن فرق المحترفين ما لبثت أن أنهت موسم 2020 الكروي الصعب أو ما يسمى بـ”موسم كورونا”، والذي استمر لعام ونصف العام، وانتهى فعليا بيوم السبت في السادس عشر من الشهر الماضي.
انتهى الموسم الماضي بتتويج الوحدات بطلا لدوري المحترفين، وما أن منحت الفرق أجهزتها الفنية والإدارية والطبية واللاعبين، فترة الاستراحة السلبية للاستشفاء بدنيا ونفسيا بعد موسم شاق وطويل، حتى استفاقت على إعلان اتحاد الكرة لأجندة الموسم الكروي 2021، والذي يبدأ بمنافسات درع اتحاد الكرة بعدما جرت قرعة المسابقة مطلع الشهر الحالي.
ووزعت الفرق على 4 مجموعات، فضمت المجموعة الأولى كلا من الوحدات، معان، سحاب، فيما شملت المجموعة الثانية فرق الرمثا، الفيصلي، البقعة، ووقع في المجموعة الثالثة كل من الجزيرة، الحسين، شباب الأردن، واحتوت المجموعة الرابعة على فرق السلط، شباب العقبة، الجليل.
وتبدأ المنافسات بمواجهة سحاب والوحدات، عند الساعة 3 عصر اليوم، على ستاد الأمير محمد بالزرقاء، ويعقبها لقاء البقعة والرمثا عند الساعة 6 مساء في الملعب ذاته.
الفرق تشتاط غضبا
في تحقيق سابق لـ”الغد”، وقفت فيه عند آراء ربابنة فرق المحترفين حول موعد الدرع، أجمعت الفرق على رفضها للموعد، الذي لم يتوفر فيه فرصة التقاط الأنفاس لمنظومة المحترفين، بعد موسم طويل تخلله الكثير من الصعوبات، وبرزت على سطحه مشاكل مادية، زادت شدة الضغط صناديق الاندية المالية، دون وجود حلول جذرية للمشكلة التي رافقت تطبيق الاحتراف.
وفي الوقت الذي تبحث فيه فرق المحترفين عن آلية لجدولة وسداد التزامات الموسم 2020، بات لزاما عليها توفير مبالغ مالية إضافية في فترة قصيرة، لتجهيز فرقها، لتبني فرقها وفق طموحاتها المتباينة، فظهرت أولى آثار "سلق” منافسات درع الاتحاد 2021، في مطاردة إدارات الاندية لحلول مالية، تعطيها القدرة على التعاقد مع أجهزة فنية وإدارية وطبية ولاعبين، ليزداد أنين خزائنها وترتفع ديونها، أمام الواقع المفروض من قبل اتحاد الكرة.
الجاهزية المفقودة
بالأمس القريب، وعلى طريقة "السلق” أيضا، استطاعت بعض فرق المحترفين، إتمام كشوفاتها الرسمية لمنافسات درع اتحاد الكرةـ التي اشترط فيها اتحاد اللعبة 25 لاعبا بدلا من 30 لاعبا، وأعلنت بعض الاندية تعاقداتها من المدربين واللاعبين، وحتى فريق الوحدات حامل اللقب، والذي يعتبر أكثر فرق الدوري جاهزية فنيا، والأكثر استقرارا ومعنويا، استطاع أول من أمس فقط، اتمام تجديد عقود لاعبيه المحليين، وكان الفيصلي والحسين إربد الأكثر نشاطا في "الميركاتو” الشتوي، إلا أنهما أبديا تحفظهما على انطلاق الموسم الجديد بهذه السرعة.
وتعتبر الجاهزية المفقودة، قاسما مشتركا بين جميع فرق دوري المحترفين، ويزداد قلق هذه الأندية مع تفاقم الوضع الوبائي المحلي، والذي يؤشر إلى موسم طويل، ومعاناة متوقعة من الظروف الاستثنائية لا سيما فيما يتعلق بإصابات كورونا، وأزمة مالية يتسع نطاقها، في ظل الوضع الاقتصادي المتردي.
وإن كان هناك وضوح واستقرار وتعاقدات إلى حد ما لدى بعض الفرق، لا سيما الوحدات، الفيصلي، السلط، شباب الأردن، والحسين إربد، عانت فرق أخرى، الأمرين في ترتيب أوراقها، وبدأت تدريباتها متأخرة لوجود المشاكل ذاتها، في الوقت الذي تظهر فيه معاناة الوافدين الجديدين البقعة المحروم دوليا من التعاقدات، والجليل الذي يحتاج إلى مبالغ مالية لتدعيم صفوفه.
نقطة نظام اتحادية
ندرك أن اتحاد الكرة مرتبط بأجندة دولية وقارية، ما يفرض عليه إعادة ترتيب وجدولة مسابقاته وفق تلك المواعيد، لكن لو عدنا بالذاكرة إلى منافسات الموسم الماضي 2020، نجد أن الظروف الاستثنائية الوبائية في ظل جائحة كورونا، أجبرته على إلغاء مسابقة كأس الأردن بعد إعلان قرعتها.
من هذا المنطلق، توجب على المعنيين في اتحاد الكرة، وخاصة الفنيين منهم، تقديم مقترحاتهم حول موعد مسابقة الدرع، وتعارضها مع جاهزية الفرق الفنية، وحاجتها للاستعداد بحسب فترات الإعداد المعروفة، لينطلق موسما مثاليا بدلا من معاناة جديدة لهذه الفرق فنيا وماليا.
وكان من المفترض أن يشكل قرار الاتحاد الدولي "فيفا” بتأجيل التصفيات الآسيوية المزدوجة للمنتخبات الى حزيران (يونيو) المقبل، بعدما كان مقررا استئنافها في آذار (مارس)، نقطة نظام سريعة من قبل اتحاد اللعبة، فيما يخص مواعيد المسابقات المحلية، وربما كان الأجدر إلغاء مسابقة الدرع، كما حدث مع مسابقة كأس الأردن بالموسم الماضي، ومنح الفرق فترة إضافية لترتيب أوراقها المالية بشكل خاص، لا سيما تلك التي تنتظرها مشاركات قارية مهمة، وعلى رأسها مشاركة الوحدات التاريخية في دوري أبطال آسيا، إلى جانب مشاركة الفيصلي والسلط في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي.
غياب الجماهير
وخلافا لما شهدته منافسات درع اتحاد الكرة للموسم 2020، من حضور جماهيري لافت، شكل إضافة ونكهة مميزة على المباريات، وساهم إلى حد كبير في رفد خزائن فرق المحترفين المالية، يتواصل غياب الجمهور عن الملاعب بسبب جائحة كورونا منذ آذار (مارس) الماضي.
ويمني اتحاد الكرة وأندية المحترفين النفس في عودته المشجعين سريعا إلى المدرجات، إلا أن الوضع الوبائي المحلي يحول من دون ذلك.
وكان اتحاد الكرة أعلن منذ جدولته منافسات الموسم الكروي 2021، أنه سيعمل على العودة التدريجية للجماهير إلى مدرجات الملاعب، بعد الاستئناس بآراء الجهات الصحية المعنية، إلا أن ارتفاع عدد الإصابات المحلية، والمصحوب بارتفاع نسب الفحوصات الإيجابية، يمنع ذلك في ظل توقعات بإجراءات حكومية صعبة على المواطنين خلال الفترة المقبلة.