هذه جملة متقتبسَة من مقالة معالي المهندس سمير الحباشنة المنشورة في صحيفة "رأي اليوم" بتاريخ 4/3/2021 بعنوان "في الذكرى الوطنية .. تعريب قيادة الجيش الأردني"، وهي منسوبة إلى رئيس الوزراء الأردني في العام 1956، وهي سنة تعريب قيادة الجيش العربي وإحالة الجنرال كلوب باشا رئيس هيئة الأركان والضباط الإنجليز على التقاعد.
لقد كشفت هذه الجملة قوة وجرأة وشجاعة المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، باني الأردن الحديث، الذي أودعنا أمانةً في أعناقنا جميعاً هي قصة نجاح الأردن الذي راهن الكثيرون على عدم صموده أمام مختلف التحديات والمفاصل المحورية في تاريخه المجيد. وهو الأردن الذي قال كلمتَه أمام تحديات صفقة القرن بجرأة وشجاعة وبسالة جلالة مليكنا المعظم عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم وبلباسه العسكري، فهذا الشبل من ذاك الأسد بلاءاته الثلاثة (كلا للتنازل عن القدس، لا للتوطين، لا للوطن البديل)، والذي يحمل في جميع خطاباته المحلية والإقليمية والعالمية القضية الفلسطينية، وضرورة حلّ الدولتين على حدود الرابع من حزيزان للعام 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها أساساً للسلام والإستقرار في المنطقة وما تعداها.
الجرأة التي تحلَّى بها المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه كانت موضع تقدير واحترام على الأصعدة المحلية والعربية والدولية، ولم يكن ذلك قراراً عابراً كغيره من القرارات الإدارية، بل كان قراراً يحقِّقُ طموحات وتطلعات الشعب الأردني والعربي في القيادة الذاتية، حيث يملك الأردن من الكفاءات الكبيرة في شتى قطاعات الحياة وفي كلِّ المجالات، وقد أثبَتَ قدرته على المنافسة العالمية بتوفُّر المساحة الضرورية لتحمل المسؤولية الموكوله له.
وجرأة القرار أنَّ المغفور له رحمه الله قَبِلَ التحدِّي وقتَها أمام الدولة العظمى بريطانيا لأنَّ القرارَ يتعلّق بهوية الدولة الأردنية وحاضرها ومستقبلها، وهذه هي صفات القائد الفّذ التي يُعرف معدنُه عند المفاصل التاريخية الهامة التي لا تتكرر، والتي عليها يتحدد مصير الأمة.
وها نحن اليوم نحصد ثمار مثل هذا القرار الجريئ، ونترحم على روح جلالته الطاهرة عندما نرى الصورة التي أصبح عليها جيشنا العربي الباسل والمقدام والإنسانين وهي موضع احترام وتقدير الجميع أردنيين وعرب وغيرهم، لما تتمع به قواتنا المسلحة الأردنية/ الجيش العربي من انضباط وحرفية ومهنية عالية نعتز بها ونحني لها القبعات اجلالا واكبارا. ونضرع إلى العلي القدير أن يحفظ جيشا العربي الباسل وكلَّ أجهزتنا الأمنية الساهرة على أمن واستقرار الأردن بقيادة عميد آل البيت جلالة مليكنا المفدى عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين المعظم.
وتبقى ذكرى شجاعة القرار السياسي في تعريب قيادة الجيش العربي تبعث في نفوسنا العزم والإصرار على الوقوف موقف الأبطال عندما يتطلب منا الموقف ذلك مهما بلغ الثمن.