كنافة على الفحم ، الموضوع ليس بغريب ولكن أن تجد هنا المحل الصغير بين شجر البلوط وعند تقاطع مثلث قرى صروت وأم المكمان/ الكمشة وبإتجاه العالوك ليصنع كنافة على الفحم للمارين والمصطافين الفارين من الزرقاء لمشاهدة ربيع بلادنا الجميلة ..
الغريب أيضا عندما سألت صاحب هذا المشروع الريادي الذي أصبح شائعا حديثا ،وإعتقدت أنه عامل وافد لأنها مهنة جديدة على سكان القرى ، وإذ به يقول أنا من سكان صروت ، ومن عشيرة "الغويرين" الطيبة ، ضحكت وقلت له : بني حسن وتعملوا كنافة ..!!!
ربما ثقافة العمل تغيرت وإجتاحت أبناء القرى والعشائر ، في سنوات سابقة كان أصحاب المهن مرفوضين من البدو والقبائل وكان يتم تسميّتهم ب" الصنّاع" ومفردها " الصانع " وينظر له بدونيّة في القبيلة، ولا يعتبرونه منهم حتى لو إستقر عندهم .. أما هم فيكتفوا بتربية الأغنام والرعي وفتح الشق وبيوت الشعر للضيوف وقرض الشعر والقصائد والفروسية وردّ الغزو .. حتى فلاحة الأرض وزراعتها إنتشرت في قرى الشمال الأردني ومنها جاء إسم : فلاحين ومن ثم إنتقلت لأبناء البدو في البلقاء والتي تمتد من سيل الموجب جنوبا وحتى سيل الزرقاء شمالا ، والذين إستوطنوا مبكرا في أراضي الحضر وبدأوا يزرعون ويفلحون الأرض بالقمح والشعير والعدس والحمص مونة لهم ولأغنامهم.. لذا فإن تقسيم السكان بدو وفلاحين تعود لنمط الإنتاج والهوية الغذائية كما تقولها الدراسات الأنثروبولوجية الحديثة ، رغم إيماني أن هناك قيم وعادات إرتبطت بهذا التقسيم .
المهم كنافة بني حسن ليست فقط من الحلوى وإنما هي دواء لكل المارّين من هنا .