قيل لقيس بن عاصم من أشراف العرب: بم سدت قومك ؟ قال: لم أخاصم أحدا الا تركت للصلح موضعا ...
فلا يمكن لأي انسان أن يسود غيره ما لم يكن سيدا على نفسه أولا ... فزمام الزعامة والسيادة والقيادة والوجاهة لا يتبوأها الا من كان أهلا لها ... فتجده لا يطغى اذا ستغنى ولا يذل إن احتاج .
لن تكون زعيما وشيخا وسيدا ووجيها في قومك ما لم تكسب ثقتهم واحترامهم ... فالثقة والاحترام جواز سفرك الى قلوبهم ...اذا ما داهمهم خطب استشاروك واذا كنت فيهم قدموك واذا غبت عنهم فقدوك.
فمن أراد ان يكون سيد قومه وكبير ربعه وزعيم قبيلته وعميد أهله فليكن لين الجانب لهم ... جميل المعشر معهم .... كريم النفس اتجاههم... فصيح اللسان بينهم .... اذا تحدث أُستمع له واذا طلب كان له ما أراد.
فالزعامة ... بذل وعطاء وكرم وتواضع وخضوع للحق وتقبله ... فليس من المستحسن أن تلبس ثوبا ليس لك أو تجلس في مكان غيرك أو تحمل سيفا أطول من قامتك ... بإختصار حارتنا ضيقة.