احتفلت المملكة الأردنية الهاشمية هذا العام بمئوية الدولة الأردنية ، وذلك بمناسبة مرور مئة عام على تأسيس إمارة شرق الأردن ، بقيادة الملك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين طيب الله ثراه .
والناظر والمتمحص لهذه الفترة العابرة ، يجد بها الكثير من الفواصل التي تستدعي كل واحد فينا النظر اليها والتمعن بها ،.فكم من التحديات واجهتْ المملكة الأردنية الهاشمية آنذاك؟
من طرد للمستعمر ، وتعريب قيادة الجيش العربي ، إلى تكوين الدولة رغم الصعاب الموجودة ، ناهيك عن دور الهاشميين في الحفاظ على المقدسات الإسلامية ، والقضية الفلسطينية تشتعل في الأفق بين الحين والآخر ، إلى حركات تكفيرية هدفها مبطن عفن ، وبالرغم من ذلك استطاعت المملكة الأردنية الهاشمية بالتوفيق من الله أولًا وبقيادتنا المظفرة ثانيًا التصدي لكل العقبات والنيل منها رغم أنف كل حاقد .
فها هي أعمال المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه شاهدة على أرض الواقع ، فلقد استطاع وبفترة قياسية مجارات العالم بالتقدم العلمي والصحي والعمراني والمصرفي وغيرها في شتى المجالات ، ولقد أُطلق عليه رحمه الله الملك الباني .
ومن جانب آخر ، نرى التطلعات التي يرنو اليها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المفدى ، وذلك من خلال وضع المملكة على الخارطة الدولية في كافة الأصعدة ،.على الرغم من الوضع الملتهب الذي يحيق بدول الجوار ،.إلا أن جلالته مصمم على وضع موطئ قدم للملكة الأردنية الهاشمية على الساحة الدولية ، سواء كان في المجال السياسي او التجاري أو المعرفي ، والأمثلة كثيرة لا يسمح المقام لذكرها.
ويجب علينا نحن كأرنيين ، أن نسير على خُطى الآباء والأجداد في الدفاع واللذود عن حمى هذا الوطن ، ونقدم له الغالي والنفيس ، فليس هناك شيء أغلى من الوطن والعيش به بأمن وسلام ، ولنتذكر حادثة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- عندما هاجر من مكة ، فلقد نظر اليها متحسرًا وهو يقول : " والله لو أن أهلك ما أخرجوني منك ما خرجت " وهذا دليلٌ دامغٌ على حبه لوطنه رغم قساوته .
وفي الختام ، التطلعات نحو أردن مشرق مزدهر لا يكون بالشعارات فحسب ، بل يجب علينا التكاتف جنبًا إلى جنب ، وشد الأحزمة للوصول إلى مبتغانا رويدًا رويدا ، ولنتدكر أن أكبر المحيطات في العالم تكونت من قطرات صغيرة من الماء .