تتميّزُ اللغةُ العربيةُ بأنها لغةٌ مُعْرَبَةٌ بمعنى أنَّ نهاياتِ الكلماتِ فيها تتغيرُ حركةُ آخرِها بتغَيُّرِ العاملِ الداخلِ عليها، وهي أيضاً لغةٌ موجزةٌ، والإيجازُ ضربٌ من البلاغة يتم فيه إيصال المعنى بأقل الكلمات، كما أنها تتميز بتناسق الأوزان، وتتفرع منها (اللغة العربية) علومٌ متعددةٌ منها علم الاشتقاق وعلم العَرُوض، إضافةً إلى أنَّ اللغةَ العربيةَ تتميزُ بالثبات فيما أخذَ يَضْمَحِلُّ -مع مرور الزمن- استخدامُ لغاتٍ أخرى كانت في أوجِ ازدهارها فيما مضى ليقتصرَ استخدامُها حالياً على بعض الطقوس والمراسيم الدينية كاللاتينية مثلاً.
شَهِدَتْ اللغةُ الانجليزيةُ تطوراً منذ بدايات نشأتها (ألفي سنة) لِيَجري على بنيتها تَغَيُّرٌ مستمرٌ عبر عصورٍ ثلاثةٍ تدرَّجَتْ من الانجليزية القديمة ثم الوسيطة وأخيراً الانجليزية المعاصرة، إذ أنَّ كلَّاً منها يختلف عن ما سبقها لفظاً وتعبيراً وترتيباً، كتابةً وإملاءً ونحواً وتصريفاً.
يبلغ عدد مفردات اللغة العربية:
12.302.912
فيما يبلغ عدد مفردات اللغة الانجليزية:
600.000
ويتضمن هذا الرقمُ الكلماتِ الانجليزيةَ التي لم تَعُدْ قيد الاستخدام، وبالمقارنة
تَجِدُ أنَّ العربيةَ تتفوقُ عليها بِ
عشرين ضعفاً ونصف،
أمّا الفرنسيةُ فيبلغُ عددُ مفرداتها:
150.000
واذا تناولنا الإسبانيةَ -التي يتكلمها حوالى النصف مليار نسمة في أقطار مختلفة من هذا العالَم- فلديها عددٌ مماثلٌ من المفردات يبلغ أيضاً: 150.000
تتضمن الإسبانية عدداً وافراً من المفردات العربية حُدِّدَت نسبتُها على أساسِ استعمال مقاييس مختلفة تفيدُ أنَّ في صُلْبِ اللغة الإسبانية ما يتراوح بين 5% و20% من مجمل مفرداتها التي لا يزال يتَحَلَّى الكثيرُ من ألفاظِها وكلماتِها بأل التعريف المأخوذة أصلاً من اللغة العربية.
وأخيراً فاللغة العربية تتميَّزُ بِجَمَالِها ورَوْعَتِهَا وثرائِها وسَعَتِها وعُمقِها وشُمولِها وفصاحتِها وسِحْرِها وأَثَرِهَا المُمْتَدِّ الذي لا بد لكل دارسٍ وباحثٍ ومتخصصٍ ومهتمٍ أَنْ يتذَوَّقَه أكانَ عربياً أم من العجم.
وحسْبُ اللغة العربية فخراً أنها وِعاءُ القرآن الكريم واللُّغَةُ التي اختارها وشَرَّفَهَا ربُّ الأنام لتَحْمِلَ الرسالةَ مِسْكَ الخِتامِ من بينِ سائرِ اللغاتِ التي يبلغ عددُها حالياً 7000 لغةً يتكلمُها بَنُو الإنسانِ على هذا الكوكب.