*الدكتور سلطان المعاني يحاضر حول "النقوش العربية الشمالية امتدادات ودلالات حضارية" في مركز عبدالرحمن السديري
دعا أستاذ النقوش العربية القديمة والآثار في الجامعة الهاشمية الأستاذ الدكتور سلطان المعاني/نائب رئيس الجامعة، إلى إيجاد منهجية جديدة في تناول النقوش والرسوم الصخرية العربية الشمالية القديمة المعروفة بين الباحثين بالنقوش الصفاوية أو النقوش العربية الشمالية بحيث تكون أدوات منتجة للأفكار وأدوات لدراسة العقل العربي منذ القدم وفق قواعد وسياق جديد، مبينًا في محاضرته المرئية في منصة مركز عبدالرحمن السديري/المملكة العربية السعودية، أن هذه النقوش هي المصدر الأكثر قدمًا والأكثر تفصيلا عن حياة الناس اليومية في منطقة شمال شرق الأردن وجنوب سوريا وشمال السعودية.
وأضاف خلال المحاضرة التي قدمها الأستاذ الدكتور محمد صوانه أن النقش مهما كان حجمه هو وثيقة تاريخية غنية يُشكل مقدمة لدراسة الهوية العربية. مؤكدا على ضرورة دراسة وتحليل البيئة الاجتماعية والدلالات ومعرفة القصة الكامنة وراء النقوش.
وقال أن النقوش العربية الشمالية تعاني من إشكالية في التسمية تسمى أحيانا النقوش الصفاوية وأحيانا خطوط عرب البادية أو النقوش العربية الشمالية وهي تمثل حياة القبائل العربية قبل الإسلام ، وهي تعد بعشرات الآلاف جاء أغلبها في منطقة الحرة الأردنية وتقدم معطيات حضارية متنوعة عن العادات والتقاليد والديانات والرعي والصيد والطقوس.
وتحدث عن تاريخ النقوش العربية الشمالية التي رَقَمَها أو نقشها عرب ما قبل الإسلام من القرن الأول قبل الميلاد ولغاية القرن الرابع الميلادي، وهي نقوش على الحجارة البازلتية البركانية، وتجمع النقوش بين الكتابات والرسومات، والتي تشكل وثائق كتبها العرب القدماء في شؤون حياتهم اليومية والذاتية كما تكشف عن بعض جوانب الحياة وأنساقها الدينية والاجتماعية والقبلية السياسية وعلاقة العرب الصفويين مع بعضهم بعضًا ومع غيرهم من قبائل وممالك العرب مثل الثموديين والأنباط ومع غيرهم من الشعوب مثل الرومان والفرس وغيرهم.
وأضاف أن النقوش العربية الشمالية، وثقت تاريخاً طويلاً لحركة دائبة في منطقتنا، وهي بدايات للخط العربي، الخط المسند وعليه هي ثورة معرفية غنية لا بد من إعادة بحثها وتدقيها وفق مناهج مختلفة تعيد قراءتها قراءة معرفية وثقافية وحضارية جديدة.
وقدم الدكتور محمد صوانه للدكتور سلطان المعاني وتحدث حول نشاطه البحثي ومؤلفاته في النقوش والآثار والأدب والفكر، كما عرف بمركز عبدالرحمن السديري الذي تأسس العام 1963بهدف الإسهام في تحقيق نهضة ثقافية في المجتمع المحلي في المملكة العربية السعودية، وإحداث حراك ثقافي بمشاركة أبناء المجتمع من خلال الأنشطة والبرامج الثقافية المتنوعة.
وفي نهاية المحاضرة جرى حوار موسع حول الموضوعات التي طرحها المحاضر.