بسبب ما نعانية في حياتنا وعلاقتنا أصبح مفهوم التنقيب والبحث عن دفائن المحبة والمودة ، ملاذا للحالمين بحياة يملؤها الصدق والشفافية ووسيلة للخروج من مربع النفاق والأنانية، إذ أن الحديث عن التنقيب ومغامراته، ونجاح تجارب الكثيرين وفشلهم، لم يعد سرا يجب إخفاؤه، بالرغم من العقوبة الإجتماعية لممارسي هذا السلوك، التي تصل إلى السجن الأبدي على مبادئك الراسخة بما يتناسب مع ردود أفعالهم.
وسط الزحام ، اصطحبنا صائد الكنوز إلى منزل أحدهم والذي اشتبهنا بوجود دفائن ذهبية بمنزله .
خلف منزله وفي حديقته الواسعة المليئة بالورود بدأنا، بإعداد آلة التنقيب عن الكنوز والدفائن، وفحصنا أدواتنا بشكل جيد ، للتأكد من صحة توقعاتنا بجاهزيتها .
وبالرغم من سهولة وصولنا للكنوز، كان من الصعب علينا التقاط ردود الفعل والملامح، إذ يخشى هؤلاء الأشخاص من كشف وجوههم ودواخلهم، كي لا يتعرضوا للحرج والإلتزام بسبب عوامل كثيره، لكن الصورة زوّدتنا بصور شاملة للموقف بشكل عام.
ولم يلبث المشهد بدقائقه الأولى حتى تبين له عدم وجود أثر للكنز في باطن الأرض، وعندها تغير لون صاحب المنزل وأصيب بخيبة أمل، لكنه أبدى نيته في مواصلة الحفر حتى يحصل على كنزه المنشود.
صائدو الكنوز يخشون كشف أمرهم خوفا من العقاب وهنا العقاب أن لايحصل على المكاسب التي يبتغيها.
المغامرون والمتحمسون في التنقيب عن دفائن المحبة لم يحالفهم الحظ كثيرا، وفي أغلب المرات ينكشف أمرهم قبل إتمام عملية استخراج الدفائن.
وتعد أجهزة الكشف عن دفائن وكنوز الحياة أسعارها مرتفعه وتتنوع في تقنياتها ، خلال خط زمني حياتي لخلود الذين حاولوا أن يحافظوا على صورهم عبر السنوات واستحضرني قصص القدماء في محاولة دفن كنوزهم معهم عند الموت "لينفقوا على أنفسهم بالحياة الأخرى”، الأمر الذي يعزز فرضية وجود حياة أخرى نحتاج الكثير من الكنوز لنفوز بمكان خالد يسطر وجودنا الأبدي.
رسالتي….. حافظوا على قلوب من تحبون فهي كنوز ودفائن لايمكن تعويضها فاستثمروا كل لحظة بقربهم… فحياتنا قصيرة… .