نيروز الإخبارية : بقلم د.سطام الفايز
ماذا يمكن أن يحدث للمواطن اكثر من الذي حدث وماهي حدود معاناته بل حدود صبره وقدرته على الاحتمال فقد اصبحت الحياة عبارة عن جحيم يومي بفعل ارتفاع الاسعار وزيادة الضرائب لدرجة انه لم يعد يتمكن من شراء رغيف الخبز حتى الكاز الذي يشعل به الصوبة لم يعد بمقدوره شراء لعائلته خاصة مع اشتداد البرد..
هذه مجرد عناوين لتفاصيل حياة ومشهد مآساوي يعيشه كل مواطن أردني لدرجة أن مواقع التواصل ليس لروادها حديث سوى الحديث عن الفقر وعن الغلاء وعن البطالة ومن يخوض في هذه التفاصيل يدرك أن الاردن على وشك الدخول في كارثة حقيقية كارثة اجتماعية لها عواقب خطيرة ليس على الافراد فقط بل على الوطن بشكل عام فلايوجد وطن بدون مواطن اي مواطن يعيش بكرامة مواطن لايشعر بالقلق على قوت اطفاله موطن لايخشى على ابنائه من الانحراف ومن المضي في طريق الجريمة والمخدرات وكافة انواع الجرائم لأن مثل هذه الظروف المعيشية هي تربة صالحة لكافة انواع الجريمة وعلى الدولة أن تستعد للتعامل مع الوضع الراهن لأنها وحدها من يتحمل مسؤولية هذه الاعباء وعليها الا تلقي باللوم على المواطن لأنها هي من دفعته الى طريق الانحراف والجريمة فالشاب العاطل عن العمل من السهل عليه ان يُقبل على تعاطي المخدرات وعلى السرقة وعلى الانحراف
كيف نطلب من المواطن اذن أن يكون مواطنا منتميا وحريصا على وطنه ومحبا له ومن يضمن أن هذا المواطن الذي يموت قهرا كل يوم وكل لحظة من يضمن الا يكون لقمة سائغة للتنظيمات الارهابية ولكل الجهات التي تكن العداء للاردن
لقد حذرتُ في الكثير من المقالات السابقة بل في معظمها من نتائج الفقر الوخيمة ومن نتائج البطالة وانعكاسها ليس على المواطن فحسب بل على الوطن على أمل ان يسارع المسؤولين الى تدارك الحالة التي وصلنا اليها ولكننا لمسنا العجب فبدلا من التحرك لاحظنا وجود اصرار من قبل المسؤولين في السير بنفس السياسات في اعتقاد منهم ان صبر المواطن لن ينفذ بالعكس حيث نفذ صبر المواطن ولم يعد يحتمل وانا اقول ذلك ليس من فراغ وماأقوله المسه كل يوم وكل لحظة نظرا لطبيعة عملي التي تُحتم علي التواصل مع الناس وزيارتهم في مختلف محافظات المملكة وكل بقعة في الاردن فالناس يشعرون بالغضب الشديد وتسود حالة من الاحتقان والحقد وهم مستعدون لفعل أي شيء ليحصلوا على رغيف الخبز حتى لو أدى الأمر بهم لارتكاب الجرائم فلايوجد أي شخص يمكن أن يسكت وهو يرى أطفاله يموتون جوعا وهو يرى القهر والظلم وهو يرى المسؤول الذي يطالبه بالانتماء وهو يرى هذا المسؤول يمارس الظلم ولايطبق القانون وهو يرى هذا المسؤول يفكر بمستقبل ابنائه فينهب ويمارس الواسطة والمحسوبية بينما هذا المواطن يرى ابنه عاطلا عن العمل لم يحصل على وظيفة
نحن لانقول جميع ذلك من باب الاستعراض وعلى أي مسؤول لايصدق مانقوله أن يكلف نفسه عناء زيارة محافظات المملكة ليرى بعينه الحالة المآساوية التي وصل اليها الناس ..سيرى هذا المسؤول المعاناة الحقيقية سيرى عائلات وهي تنام على الجوع وتعاني من البرد وتعيش في منازل لاتصلح للبشر سيرى الشبان الذين دمرتهم المخدرات ورب الاسرة الذي يقضي ايامه في السجن بسبب الديون التي تراكمت عليه
أقول جميع ذلك وانا ادرك أن المواطن لم يعد من أولويات المسؤول بل لم يكن في يوم من الأيام من ضمن اولوياته وهذه هي نتائج مثل هذه السياسة فقد اصبح الاردن مضرب الامثال في الفقر وقد اصبح الاردن يعاني من كارثة اقتصادية واجتماعية والحبل على الجرار كما يقولون