السؤال الأكثر طرحا في الشارع الرياضي المحلي حاليا، هو لقب دوري المحترفين لكرة القدم لموسم 2021 لمن سيذهب؟.. في المجالس الخاصة والعامة.. في تجمعات الأفراح والأتراح، في السهرات الرياضية وغير الرياضية، يبرز السؤال الأقوى "الدوري لمين”؟
المنافسة على أشدها بين فريقي الرمثا والوحدات، ويدخل السلط كطرف ثالث ومنافس بفرص أقل، فيما ندب الفيصلي حظه، بسبب إهداره لنقاط كانت في متناول اليد.
مشجعو الرمثا والوحدات، يجيبون على سؤال "الدوري لمين؟” بالعاطفة لا بالمنطق في اغلب الأحيان، فيما الجواب الحقيقي يبدو صعبا، في ظل المتطلبات الكثيرة التي يحتاجها المتابع للإجابة عن هذا السؤال الصعب.
في مباراة الوحدات أمام الحسين إربد التي انتهت بالتعادل السلبي، وخلال لقاء الرمثا والفيصلي الذي انتهى بفوز الأخيرة بنتيجة 0-2، في المرحلة التاسعة عشر من دوري المحترفين، تجلىت التأثيرات السلبية للضغط النفسي على اللاعبين، نتيجة الضغط الجماهيري في الشارع وعلى مواقع التواصل الإجتماعي، وبدا واضحا الحاجة لتحييد اللاعبين وابعادهم عن تلك الضغوطات، وتقنين متابعتهم لمواقع التواصل الذي عادة ما تكون تأثيراته سلبية.
الجواب على سؤال "الدوري لمين؟”، سيكون مرتبطا بقدرة الإدارات والأجهزة الفنية على التعامل مع اللاعبين في هذه المرحلة، ومرتبط ايضا بقدرة الأجهزة الفنية على قراءة المشهد ودراسة الفرق التي ستلاقيها في الجولات الثلاثة الأخيرة بالدوري، كما يعتمد ايضا على وعي الجماهير التي يفترض أن تكون مدركة لاهمية المرحلة، فيما المسؤولية الكبرى ملقاه على عاتق نجوم الفريقين.
وتقع مسؤولية أكبر على الإدارات التي يفترض أن تمنح فرقها في هذه المرحلة أولوية قصوى، من خلال تأمين مستحقات اللاعبين بالدرجة الأولى، وبث الروح الحماسية بشكل مدروس وعلمي بعيدا عن تشكيل ضغط سلبي قد يتسبب في ضياع اللقب.
ندرك جيدا الضغط النفسي الذي يعيشه لاعبو الوحدات والرمثا في هذه المرحلة، في ظل جماهيرية نادييهما ، ولكن على لاعبي الخبرة في الفريقين، التعامل باحترافية ونقل خبراتهم إلى زملاء لم يعيشوا ابدا هذا التنفاس الشرس، وبدا تأثرهم سلبيا بالاجواء الحالية، لدرجة الوصول إلى الرهبة في المباريات، وهو أمر خطير يحتاج من المدربين لوقفة.
الحذر المبالغ فيه، خشية ضياع نقاط في الجولات الثلاث الأخيرة بالدوري، قد يفقد الرمثا والوحدات تركيزهما، وهو ما يرجح مزيدا من نزيف النقاط، ويبقى الأمر مرهونا بخبرة اللاعبين في التعامل مع هذه الظروف.
جواب سؤال "الدوري لمين”، ربما يعتمد بشكل كبير، على مدى قدرة الوحدات والرمثا على الإستفادة من فترة التوقف الحالية، التي نعتقد أنها جاءت مناسبة، بعد تعثر الفريقين في المباراتين الأخيرتين، وهو ما اثار جماهيرهما الباحثة عن تصحيح المسار في المرحلة المقبلة.