2024-04-20 - السبت
1222 طن خضار وفواكه وردت للسوق المركزي في اربد nayrouz أسعار النفط تسجل خسائر أسبوعية رغم التوترات بين إسرائيل وإيران nayrouz شهداء وجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة nayrouz يديعوت: الاحتلال رفض مرتين التوصل لصفقة تبادل أسرى nayrouz الإكوادور تفرض حالة الطوارئ 60 يوما بسبب أزمة الطاقة nayrouz الأردن..العربيّة تفقدُ نجمًا من نجومها nayrouz وفاة الشاب محمد سعدية بحادث سير بإربد nayrouz السيرة الذاتية للاعب ريال مدريد أنطونيو روديغر nayrouz اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود nayrouz جدري ورق العنب يخيب آمال المزارعين في جرش nayrouz رياض محرز: أتمنى الفوز بدوري الأبطال مع الأهلي nayrouz مستقبل محمد صلاح مع ليفربول nayrouz ناتشو لاعب ريال مدريد الى الدوري السعودي... تفاصيل nayrouz مباراة حاسمة للمنتخب الأولمبي أمام أندونيسيا بكأس آسيا غدا nayrouz ماذا يحدث للجسم أثناء تناول الكوسة...مفيد لصحة القلب . nayrouz أبو السعود يحصد الميدالية الذهبية في الجولة الرابعة ببطولة كأس العالم nayrouz صناعة الأردن: الدعم الملكي يدفع بقطاع المحيكات نحو المزيد من الاستثمارات nayrouz مباراة حاسمة للمنتخب الأولمبي أمام أندونيسيا بكأس آسيا غدا nayrouz رئيس الإكوادور يعلن حالة الطوارئ بسبب أزمة الطاقة nayrouz وفاة رائد الفضاء السوري محمد فارس nayrouz
وفيات الأردن اليوم السبت 20-4-2024 nayrouz العقيد المتقاعد بسام شامان الزهير في ذمة الله nayrouz وفاة المشرف التربوي محمود الخوالدة (ابو مروان) nayrouz وفاة أردني بحادث سير في السعودية nayrouz وفاة زوجة الوزير الأسبق رجائي الدجاني nayrouz محمود محمد العبد ابو جوده "ابو محمد" في ذمة الله nayrouz شكر على تعاز..... من قبيلة بني صخر بوفاة مَحٌمَدِ عٌقِآبِ مَفِّلَحٌ آلَذّيِّآبِ آلَفِّآيِّزِّ nayrouz الحاج أحمد سليمان مقبل الدبوبي "ابو بسام" في ذمة الله nayrouz الشابة ربيعه فالح عقيل فايز العزام في ذمة الله nayrouz وفاة محمود عبدالكريم بني عامر nayrouz الدكتور أحمد محمد سلامه العناسوه في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن اليوم الجمعة 19-4-2024 nayrouz شكر على تعاز من عشيرة الرقاد nayrouz سميحه حسين علي العجور بني مصطفى "أم ايهم" في ذمة الله nayrouz ابنة شقيق الزميل محمد الصلاحات في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن اليوم الخميس18-4-2024 nayrouz وفاة " والد " المعلم خالد طوالبة nayrouz الحاجة فاطمة ياسين العقيل في ذمة الله nayrouz العقيد الركن محمود الحلالمة "ابو شهم" في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن اليوم الأربعاء 17-4-2024 nayrouz

الدكتور محمد المعايعة يكتب دور المعلم في نشر الثقافه والنهضة التربوية والتعليمية في مئوية الدولة الأردنية الأولى.

{clean_title}
نيروز الإخبارية :

بقلم : الدكتور محمد سلمان المعايعة/أكاديمي وباحث في الشؤون السياسية. 

نتحدث عن درو المعلم في تكوين المشهد الثقافي والحضاري الأردني خلال مئوية الدولة الأردنية الأولى من خلال  ملف التعليم بأعتباره أحد أهم أسباب تطور الأمم والشعوب وزيادة تقدمها عالميا في ظل التطورات التكنولوجية الهائلة التي يمر بها العالم حالياً ، كما أن التعليم يعتبر  من أهم مقومات وروافع النهضة والتنمية في المجال التربوي إذا توفرت المهارات الإبداعية التي هي أهم سلعة في العصر الحالي متى تواجد المعلم الماهر والمبدع والمؤهل على رأس العملية التعليمية ، والبحث العلمي والمعرفة والتكنولوجيا هي مقومات نجاح أي دولة في العالم دون استثناء اذا ما تم الأستثمار في الثقافة والفكر والإبداع والأخلاق والعمل المنظم الهادف لصناعة الوعي والتغيير والتي تتم من خلال بوابة المعلم المؤثر والمبدع ، فالمعلم المتمكن هو مبشر بثقافة وعلم جديد متطور ومشع بتراث ثقافي وحضاري ويعتبر نافذة تنويرية لأبنائنا ليكونوا روافد بناء في مجتمعاتهم. 

في هذا المقال لن أتحدث عن عدد المدارس والجامعات، وعدد الطلاب والمعلمين والمعلمات فلا شك بأن هناك قفزة نوعية في العدد والكم، والواقع يشهد على ذلك التطور والتقدم في نوعية التعليم ، مما يفتح الشيهيه عند الحديث عنه لتميزه بما أُنجز على أيدي أبنائه البارين به خلال مسيرة البناء في عمر الدولة الأردنية ، وإنما سنركز على دور المعلم في نشر الثقافه والنهضة التربوية والتعليمية كونه هو المحرك الرئيسي في بناء العقول والأفكار وتطوير العملية التعليمية جوهر نهضة الأمة وتقدمها . فلا أحد ينكر  مكانة المعلم وأهميته في العملية التعليمية، فهو العمود الفقري والركن الرئيس في أركان التعليم. 
 أنّ الثّقافةَ تنمو بقدر ما يتم الاهتمام بها ، وهذا يؤدي الى صناعة هوية ثقافية حضارية واضحة المعالم نتيجة الجهود التي تبذل للمحافظة على الروافع الثقافية ومدها بعناصر قوتها، فالعنصر الرئيسي في صناعة التعليم هو المعلم لا شك في ذلك، فالعنصر البشري هو الأهم في هذه الصناعة التربوية والتعليمية لأهمية الثقافة والمنتج الثقافي والإبداعي  في إحداث  التغيير الذي ننشده في نهضة الأمة .   لذلك فأن تنمية الثقافة التربوية لدى المعلم واجب وطني مُرحباً به، ليكون مؤهلا علمياً وواعيا لمواجهة تحولات وتحديات القرن الحادي والعشرين هي من المتطلبات الأساسية للنهوض بقطاع التعليم لتحقيق النهضة والتنمية في كافة مستوياتها.فنقول ما أشرقت  في الأرض من حضارة إنسانية خلدها التاريخ...إلا وكانت من ضياء مُعلّم وجهده في زرع بذور التغيير نحو الأفضل والأجمل...
فأصلاح التعليم يبدأ بأعداد المعلم المؤهل علمياً الحاصل على أدوات العلم والمعرفة والثقافة والأخلاق والعمل المتواصل، والقيم الإنسانية التي بشرت بها جميع الأديان والشريع السماوية. 
عند الحديث عن المشهد الثقافي الذي يقوم به المعلم علينا أن نقرأ المشهد الثقافي ماضيا وحاضر ومستقبلا لنرى أهمية الدور الفاعل للمعلم في نشر الثقافه وتجذيرها في نفوس أبنائنا ليكونوا أعمدة بناء وإنارة ومحطات مضيئة بالأشعاع المعرفي والفكري . فعندما يكون للمعلم أثر عميق  في تنمية التفكير الإبداعي القادر على  تكوين معرفة علمية واتجاهات إيجابية نحو الإبداع الذي يهدف إلى تنشيط القدرات العقلية وتحسين الموهبة الإبداعية والإبتكار، الذي من خلاله   سنتعلم الضبط والتنبؤ والتعميم والاستنتاج وبالتالي سيكون المنتج الثقافي والحضاري أجواد وأنفع ....فمن لا يملك المعرفة التقنيه الحديثة يعتبر خارج لغة العصر ، لذلك فأن التربية هي المدماك الأساسي لكل تقدم وتنمية ومواطنة، وتلك من أسس الدولة المدنية، خصوصاً في ظل بيئة مناسبة لتأكيد قيم السلام والتسامح والمساواة، وإقرار التعددية والتنوع والاعتراف بالآخر. 
فالهدف من التعليم هو اعادة تنظيم المجتمع على أسس إنتاجية تفاعلية، تتعزز فيه ثقافة المسؤولية الجماعية  والاعتماد على الذات ، ويتعزز فيه دور المعلم في مجتمع المعرفة  الذي يركز على المعرفة وأدواتها القائمة  والقادره  على تشكيل قوة مؤثرة على إحداث التغيير في الحياة من خلال المعلم المؤثر في سلوك طلابه واتجاهاتهم وميولهم نحو الفضيلة ، فبالعلم  ترتقي الأخلاق وتسمو النفوس وتتهذب العقول ، وبالمعرفة يمتلك الإنسان أدوات التقدم  الثقافي والحضاري ، وهي التي تنمي رأس المال البشري في أي مجتمع القادر على توظيف الموارد لصناعة ثقافة الإنتاج التي تتيح لكل مواطن فرصة للإنتاج وفقا لقدراته ومهارته....ونحن ندخل شرفات المئويه الثانية للدولة الأردنية نتسأل ما هو المعلم المبدع الذي نريده حتى نحافظ على الإنجازات التعليمية والحضاريه التي بناءها الأوائل من الآباء والأجداد الذين حملوا الوطن بقلوبهم لتبقى شمسهُ مشرقة ورأيته عالية مرفوعة بفضل إرادة وعزيمة أبنائه الأوفياء الشرفاء ... 
فعندما يكون المعلم  مؤهلاً ومدرباً سينعكس ذلك بتشكيل منظومةً متكاملة لديه ليس فقط بالعلم وإنما بالثقافة الأخلاقية والثوابت القيميه ، إذ أن رُقِيّ الأمم يقاس بما لديها من تقدم علمي وتقني وفضاء معرفي لأنه من يملك الفضاء يملك القدرة على التحكم في شؤون الآخرين ، لذلك فإن أحد أهم أسباب ذلك هو وجود المعلم المبدع المؤهل علمياً وفكريا وسلوكياً لان التغيير يعتمد على المعلم المؤهل لأحداث فرق إيجابي في النهضة والتنمية في كافة المجالات ، فلا بد  من الأستثمار في الفكر من خلال الثقافة الواعية والكتاب الهادف، والمعلم الأمين الوعي الذي يملك قوة التأثير في تغيير  السلوك  وبناء القدرات الفكرية التي تقود إلى  نهضة وتنمية مستدامة ، وأن يكون لدى المعلم القدرة والمهاره والإلمام بالأساليب والطرق التربوية الحديثة ، والتعليمية المختلفة، والابتعاد عن التعلم القائم على الحفظ والاستظهار، والمرونة والنزعة إلى تطوير وتقبل التغيرات الحديثة في مجال تكنولوجيا المعلومات المعرفية . لذلك فأن المعلم  سيواجه تحديات متنوعة تفرض عليه بطريقة أو بأخرى أن  يمتلك الكثير من المهارات والمعارف ليستطيع بتلك المهارات مسايرة الواقع المتسارع النمو ومسايرة تضاعف المعرفة بشكل عام والكم المعرفي التعليمي بشكل خاص الذي اتسع نطاقه ومجالاته فهده المعايير  التربوية الأساسية اللازمة لصناعة المعلم المبدع والمؤهل لإدارة العملية التعليمية من أحد أولويات عمل وزارة التربية والتعليم للأرتقاء بمستوى الإنجاز التربوي والتعليمي . وفي مراحل تطور الحياه الثقافيه  في الأردن جاء الإهتمام بالثقافة لأنها لها دور كبير في تحقيق التنمية في جميع جوانبها، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفي المحافظة على الأمن الفكري والاجتماعي ووحدة الأمة متى نضجت وقوي مدادها ، إلى جانب أهميتها في المحافظة على الهوية الوطنية حيث أن الأمم  التي حافظت على ثقافتها وانشغلت بالهم الثقافي نالت حظا وافرا من التقدم، لذلك لابد من التركيز على التعليم  باعتباره أداة للتحديث والإصلاح والأهم لأي نهضة فبدون إصلاح التعليم إصلاحا جذريا سيبقى التخلف ضيفا كريها على مجتمعاتنا ، وسيتأخر نهوضنا في كافة المجالات الإنتاجية..لذلك فإنه يجب التسلح بالعلم والمعرفة كوسيلة وغايه لحماية وتعزيز الهوية الوطنية واستخدام العقل والمنطق من أجل احداث نهضة ثقافية تجمع ولا تفرق شعارها الانفتاح والحوار والتكامل في الداخل والخارج هو الوسيلة الأمثل لصنع مستقبل أفضل لهذه الأمه.و لذلك فإن  التعليم والثقافة سيبقى مصدر الأمل الكفيل بأن يلون الحياة بالأفضل والأجمل ويخرجنا من الواقع البليد الذي نعيشه...نعم فالتعلم هو جواز سفرك إلى المستقبل الآمن للكرامة الإنسانية...
بالعلم نستطيع أن نقضي على الآفات والمعوقات  التي  تعرقل مسيرتنا وكذلك سينمو العائد الاقتصادي القائم على المعرفة وأدواتها التكنولوجية .
 فنشر الثقافة بحاجة إلى فكر إبداعي عميق يطهرها من أوجاعها ويعيد لها الحياة وألقها من جديد ولا نستطيع أن ندخل لهذه البوابات إلا من خلال بوابة المعلم المبدع المبتكر والمؤثر الذي يملك القدرة على عرض أفكاره بصورة مبدعة ، والتمتع بخيال رحب وواسع وقدرة عالية على التصور الذهني والتمتع بمستويات عقلية عليا في تحليل وتركيب الأفكار لطلابه ...
عندما نبحث عن النضج الثقافي والحضاري علينا أولا أن نبحث عن المعلم الموهوب والعبقري لأنه هو الأداة المحركة للأرتقاء بالثقافة  وخاصة إننا بحاجة إلى ثقافة سياسية تنسجم ومتطلبات الديمقراطية ولغة العصر، والتعددية الفكرية والسياسية وقيم الحوار والتسامح وحقوق الإنسان وبحاجة إلى  تجذيــر ثقافــة التســامح وتعميمهــا  لأنها هـي الوســيلة الوحيدة لتحصيــن مجتمعنا ومنع الشباب من الانجراف نحو التعصــب والإقصــاء وهذا لن يتم إلا بجهود المعلم ذو الكفاءة العلمية والمهنيه عالية القدر والمستوى، فالمعلم الكفوء هو يمثل بوصلة توجيه نحو زوايا الفكر العميق والمعرفة الناضجة والإبداع والإصلاح لتقديم أفضل المخرجات للمجتمع من أبناء مؤهلين ومبدعين يعتمد عليهم كروافع وروافد للنهضة، ولأهمية التعليم فإن المجال التربوي حظي بنصيب كبير ووافر من الرعاية والاهتمام الملكي، والدليل على هذا الاهتمام والتطور الكبير الذي وصلت اليه المؤسسة التعليمية في الأردن، جاءت الورقة النقاشية الملكية السابعة التي طرحها جلالة الملك على أبناء شعبه، للنقاش لإيجاد الوسائل المتاحة للارتقاء بالعملية التربوية والوصول بها الى المستوى الذي يضع الأردن في مصاف الدول المتقدمة والتي تعنى بالشأن التعليمي عبر تفعيل الحوار وتقبل الرأي والرأي الآخر وابراز القادة واكتشاف الإبداع.
لقد اعتبر جلالته أن أساس نهضة الامة هو التعليم ولقد جاءت ورقة جلالة الملك السابعة كأضاءة على مجموعة من المحاور المهمة التي لابد من تكثيف الجهود لوضع برامج وأدوات لتطبيق هذه المحاور والمضامين المهمة لإثراء قطاع التعليم وإعطاء المزيد من الاهتمام لقطاع الشباب خصوصاً أن المجتمع الأردني مجتمع فتي. فالشباب هم أمل المستقبل وسر نهضة الأمة كما أسماهم جلالة الملك وبالتالي لابد من تنميتهم والأهتمام بتعليمهم وتطويرهم ودعهمهم للمشاركة في تنمية المجتمع، وقد وجه جلالة الملك عبد الله الثاني، الحكومات المتعاقبة إلى ضرورة أن يكون للشباب دور محوري في عملية التخطيط للمستقبل وفي عملية التنمية ككل.وضرورة  الحاجة الكبيرة إلى مبادرات شبابية يقودها الشباب، لإيجاد فضاءات أوسع تتيح لهم الإسهام في الجهود والمساعي الوطنية.ولعلّ أهم تلك المحاولات والمبادرات الملكية المشاهدة  وأنضجها أثرا ، هي الأوراق النقاشية الملكية السبع، التي تعتبر معجم وشيفرة الإصلاح الشامل في الأردن.. 
  أن ثروة الأردن الحقيقية هي الإنسان الأردني، والشباب هم في صلب اهتمامات جلالة الملك ويحظون دوماً برعايته ومساندته، حيث يوجه جلالته باستمرار ضرورة إيلاء شباب الوطن أعلى درجات الرعاية تثقيفاً وتعليماً وتأهيلاً، إلى جانب تمكينهم بمختلف أدوات النجاح والانجاز، ودعم أفكارهم الإبداعية ومشاريعهم النوعية، التي تؤهلهم لدخول سوق العمل والمساهمة في النشاط الإقتصاد اعتقادا من جلالته بأن رفعة المجتمعات لا تكون إلا بهمة الشباب المتعلم، ودورهم في جميع القطاعات الاجتماعية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، خاصة في ظل مجتمعات فتية كالمجتمع الأردني، فضلا عن أدوار الشباب في الحفاظ على الأمن والسلم المجتمعي وتنمية المجتمعات المحلية والبيئة.
فالتعليم كان حاضرا بفكر جلالة الملك فخصص ورقته النقاشية السابعة بناء قدراتنا البشرية وتطوير العملية التعليمية جوهر نهضة الأمة للتركيز على محور التعليم، وكرر القول أن الأمم المتقدمة هي تلك التي تحترم التعليم والقانون، واجب يحتم علينا بناء مؤسساتنا وسلوكياتنا فعنوان الورقة النقاشية السابعة بناء قدراتنا البشرية وتطوير العملية التعليمية جوهر نهضة الأمة هو التأكيد والفصل بأهمية هذا الركن في تقدم الشعوب ورخائها.... 
إن الورقة النقاشية السابعة جاءت مغايرة عن الأوراق النقاشية السابقة كونها ركزت على قضايا التعليم والتربية باعتبارها الأساس في بناء القدرات البشرية وتطوير العملية التعليمية، خصوصا وان جلالة الملك يضع التعليم على رأس الأولويات، فالورقة الملكية النقاشية السابعة توجيهية ومتكاملة مع الأوراق الملكية الست السابقة والتي تسعى لعمل المزيد من التطور والتقدم والانجاز الذي نريده للمسيرة التعليمية في الأردن والتي تؤكد على الوعي الفكري الحواري لفئة الشباب، وقد ظهر للعيان إبداعات شباب الأردن الذين نالوا تقدير وإعجاب جلالة الملك فكانت نتيجة حتمية لما وجدوه من دعم مباشر ومتابعات حثيثة قدمها لهم جلالته منذ اليوم الأول لتسلمه سلطاته الدستورية انطلاقاً من قناعته بهم كفرسان وقادة لإحداث التغيير الإيجابي بالوجهة والكيفية التي رسمها جلالته أمامهم داعياً إلى إطلاق العنان لأفكارهم ومواهبهم وتخليصهم من كل مقيدات ومعيقات قد تحول دون قيامهم بالتعبير عن أنفسهم بمنتهى الحرية والديمقراطية وبلا خوف أو تردد. 
لذلك فأننا نشهد مرحلة متقدمة من التطور في مجال التعليم  في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني بالتركيز على العمق الأكاديمي والمعرفي والتفوق العلمي ، وعلى استقرار السلم التعليمي بعد تطويره انسجامًا مع النظم التربوية الإقليمية والعالمية، وتم التركيز على انتشار التعليم وتوسعه في الأرياف والمدن لتكون النهضة التعليميه شاملة لجميع أبناء الوطن . 
ومن هذا المنطلق وحتى نحقق تطلعات جلالة الملك عبدالله الثاني فنحن بحاجة إلى المعلم القدوة  الذي له أثر وبصمة في الإصلاح والتأهيل التربوي والتعليمي، للأقتداء به سلوكاً ومنهجاً ومرجعاً في الثوابت الأخلاقية والعلمية والأدبية والسلوكية ومثل هذا السلوك يُعد مطلباً تربويا لنجاح العملية التعليمية والوصول بها لشط الأمان، وهذا مطلب شرعي ومقوم أساسي في التربية والتعليم ، فبالإضافة إلى القدوة التربوية والتعليمية المميزة في الإنسان التربوي ، فلا بد من وجود الكفاءة العلمية والمهنيه عالية القدر والمستوى، والخبرة الناضجة لإدارة العملية التعليمية ، والمقدره على الأستشراف المستقبلي للوصول بالعملية التربويه إلى أهدافها ورؤيتها ورسالتها ، لأنه بالعلم والمعرفة تستطيع أن تدفع في اتجاه إكتساب الصفات الراقية والخصال الطيبة بالقدوة التربوية الصالحة. فالقدوة هي الأساس الذي يقوم عليه بناء المجتمع ونهضته وتقدمه ، وبقدر ما يكون الأساس متيناً يكون البناء راسخاً..فالأبناء هم أكثر تأثراً بالقدوة، إذ يعتقدون أن كل ما يفعله الكبار صحيحاً، لأن أهل القدوة عندهم لهم أثر كبير في التربية والسلوك الذي يفوق أثر الكلام الجميل المنمّق، ولأنّ الإنسان بطبعه يميل إلى تقليد الكبار والعظماء  والحكماء في الاقتداء بهم، وأكثر الناس تأثراً بالقدوة هم الأبناء وخاصة الأطفال منهم، لأنّهم يعتقدون صحة كلّ ما يفعله الكبار صحيحاً ومثالا للأقتداء ، وخاصة عندما يصدر من المعلمين والمعلمات، لأنّهم يمثلوا العنصر الأساسي المؤثر في عملية التربية، فالأبناء والطلاب يميلون إلى مُحاكاة آبائهم ومربّيهم، ويتطبعون بمجمل طبائعهم، ويتأثرون بالكثير من أخلاقهم وصفاتهم أكثر من تأثرهم بما يسمعونه من توجيهات وإرشادات، فوجود القدوة الحسنة دعم لتعزيز نشر الفضيلة وقيم الخير لأن الناس بفطرتهم يحبون محاسن الأخلاق، ودرجات الكمال، وتعطيهم أملاً في الوصول للفضائل الطيبة المرغوبة لدى الجميع..حيث تُعد تربية الأبناء بالقدوة من أقوى الوسائل في تعويدهم فعل الخير لأن الناشئ يتعلم من الأعمال أكثر من الأقوال ، بل إن التلقين لا يكاد يثمر الثمرة المطلوبة في وجود الفعل المخالف، ولهذا كان بعض الآباء قديماً يرسلون أبناءهم لمن يظنون فيهم الصلاح لتربيتهم والاقتداء بهم سلوكاً في الأخلاق والتربية والقيم الأصيلة..وهناك قول للعالم بيرت انشتاين يقول بأن الطالب ليس وعاء عليك ان تملأه و لكنه شعلة عليك ان تشعلها، ومن  هنا تأتي البراعة الفنيه لدور المعلم بأن يشعل الحماس والمثابرة  ويشجيع طلابه ممن لديهم القدرات التعليمية  على الإبداع بهدف اكتشاف مهاراتهم وميولهم الفكريه...نعم ما دفعني أن أكتب بحرارة زائدة عن دور المعلم كمبدع ومؤثراً في السلوك الإيجابي للطلاب من القدوة الحسنة والفريدة لأهميتها في التعليم وأعادة التأهيل  من خلال تأثر الطالب بسلوك معلمه، هو حاجتنا إلى القدوة من التربويين والمعلمين والمعلمات للمحافظة على الإرث النهضوي في الثقافة والمعرفة التي بناها الأوائل من الآباء والأجداد والتربويين الذين شيدوا هذه الصروح الثقافية وتعالت والتي أصبحت أحد الرموز الحضارية والثقافية في هذا البلد العزيز على قلوبنا.
كذلك نحن بحاجة إلى المعلم المنتمى لمهنته في شرح وتفسير مفهوم المواطنة الصالحة لتعزيز الوحدة الوطنية التي هي  درجة من درجات السمو التي يرتقي بها المجتمع ويحفظ تماسك نسيجه الاجتماعي قوي تتكسر علية كل المراكب المعادية التي تنوي العبور لضفافه ،  حيث يتواصل  المعلمين مع إدارة المدرسة دائماً مع المجتمع المحلي والأهالي ليكونوا شركاء في صنع القرارات التربوية وخاصة من أهل المعرفة والفكر والحكمة والبصيرة بهدف تحسين وتطوير الخدمات المقدمة لطلاب المدرسة والعمل سوياً على حل المشاكل التي تواجه الطلاب بروح إيجابية واخوية كأسرة واحدة..
فلا بد من تربية الأبناء على الأخلاقيات والسلوكيات الإيجابية وتنمية الاتجاهات السليمة لبناء الذات والأعتماد على الذات وتنمية المهارات المعرفية لتمكين الشباب من الإبتكار والفكر الخلاق والريادة ليكونوا مواطنين صالحين يتمتعون بالمواطنة...ويعتزون بهويتهم ووطنهم...ويتسمون بسعة الصدر والعقل المتفتح والتفكير الناقد...ويؤمنون بالتعددية الفكرية والسياسية ويحترمون الإختلاف... 
وحتى ينجح التعليم ويصل إلى المستوى الذي نريده فلا بد من وضع استراتيجية وطنية شاملة لإصلاح النظام التعليمي الأردني، بعيداً عن كل المؤثرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولأن إصلاح التعليم هو الممر الإجباري لكل أنواع الإصلاح الأخرى، لذلك يجب أن يكون هذا الممر حراً نظيفاً محايداً، والدعوة إلى كسر القوالب التي جعلت من التعليم  احيانا جامدا لا حوار ولا حياة فيه باتباع أفضل الأساليب التعليمية التي تساهم بتحقيق التنمية المستدامة من خلال  دعم مواهب الشباب  أينما وجدوا والاستعانة بالخبرات العالمية لبناء صروح علمية قادرة على تنشئة أجيال عالميه  في مداركها؛ عربية في هويتها وعقيدتها .
ولا بدّ من نعيد ترتيب مفاهيم حياتنا الإسلامية  والوطنية والفكرية والعقائدية للمحافظة على قيمنا ومبادئنا...ومن هذا المنطلق كان وجوباً على وزارة التربية والتعليم  أن تعد المعلم إعداداً مهنيا قوياً وتأكد على تطوير مهاراته وإكسابه  الثقافة التربوية في جميع المجالات التربوية وإمداد المعلم بكل ما هو جديد في مجاله ككل لأن ذلك له تأثير على الكيفية والطريقة التي يفكر بها ، وبالتالي سينعكس على كل ما يقدمه داخل حجرة الدراسة من معلومات ذات جدوى ومنفعه ، بالإضافة إلى تحسين وضعه المادي والمعيشي حتى يتفرغ للعطاء ويبذل قصارى جهده في تقديم ما هو أفضل لطلابه من معرفه ومهارات ترفع من مستوى التعليم في وطننا..فالمعلم المؤهل والمثابر والقدوة في العطاء كالشعلة كلما إشددت إضاءتها كلما اتسع نطاق الرؤية من حولها. 
ومن الأقوال التي وردت عن الحكماء التربويين وتعزز قيمة زرع المعرفة في نفوس أبنائنا منذ الصغر بأنه : إذا أردت أن تخطط لعام فأزرع أرز.. وإذا أردت تخطط لقرن أزرع شجرة .. وإذا أردت أن تخطط لحياة كاملة فأزرع قيم في طفل وعلمه وأحسن تربيته على الثوابت المعرفيّة والدينية والأخلاقية والإنسانية التي هي إحدى علامات تميز ورقي الأمم بحضارتها وتقدمها وتطورها ..
وكما يقال إذا أردت تغيير المحصول لابد ان تغير البذور، لذلك علينا أن نعد المعلم المؤهل والمؤثر  لأنه هو البذرة الأولى في إصلاح التعليم لكي تكون المخرجات أجود وأنفع للمجتمع ، لذلك علينا أن نزرع في نفوس أبنائنا قيم الولاء والانتماء والمواطنه الصالحة وأن نعلمهم بأن الوطن ليس فندقا نغادره اذا لم يروق لنا خدماته، ولا مطعما نذمه إذا لم يعجبنا طعامه وخدماته، ولا متنزها نغادره متى إنتهت فترة التنزه... الوطن هو يعادل الأرواح في قيمتها ومعانيها.... 
 نرى اليوم أن التعليم  أصبح  متعثر خطوات نتيجة الغزو الثقافي الذي هو عملية برعت بها الدول الاستعمارية التقليدية ، وبرع في تطبيقها الآن الإستعمار الجديد تحت مايسمى العولمة، فقد كف عن احتلال الدول بالقوة العسكرية ، ولكنه ينفذ إليها من خلال تصدير نموذجه  الحضاري والثقافي ، وتأثيره على الاتجاهات والقيم والعادات وأسلوب الحياة   ويعتمد  في ذلك على عديد من الوسائل والأدوات، لعل من أهمها  الثورة العلمية والتكنولوجية في مجال الاتصالات الدولية ، فمن خلال الإذاعة والتليفزيون ومن خلال الأقمار الصناعية التي تمتكلها فقط الدول الكبرى يمكن لهذه الدول ان تؤثر تأثيرا على الاتجاهات والقيم، وبالتالى أسلوب الحياة في عديد من بلاد العالم الثالث ، هكذا يمكن القول إن هذه حالة بارزة من حالات تأثير التكنولوجيا على الأيديولوجيات من خلال رياح العولمة الثقافية التي هبت رياحها على العالم أجمع دون أن يكون هناك رادع لمخاطرها على الثقافه والهوية الوطنية...فأصبحنا  غير محصنين نعاني من وجود أجيال لا تحمل هدفا ولا رسالة ولا فكرا ، ومجتمعنا يعاني أزمة أخلاق وأزمة تربية وأزمة مبادئ وقيم  ، ونعيش بطالة الأخلاق ونعاني هشاشة  القيم والمبادئ والأهداف نتيجة تدهور القيم التربوية والتعليمية التي هي صمام الأمان لأي مجتمع يكافح من أجل البقاء ويبحث عن وسائل تقدمه ومنافسة الآخرين في بناء حضارة إنسانية يكون له بها علامة فارقة على خارطة الإنجازات الحضارية والتربوية والثقافية.
 
وفي ضوء هذه التحديات فأننا ما زلنا في حاجة ماسة لمساعٍ أكثر تأثيرا ومنهجية لنرتقي بالتعليم ليشمل طيفا أوسع من أبناء المجتمع، لأن الارتقاء بالفكر والمعرفة والإبداع والأخلاق يؤدي إلى الأرتقاء بالسلوك نحو الفضيلة والقمّة وترتفع الهمة نحو اكتشاف المزيد من الإبداعات والإنجازات لدى طلابنا ، لأن التعليم ثروة ونعمة إذا أتقنه المعلم والمربي واستطاع أن يغرسه في  نفوس طلابه، سيصلح المجتمع ويصلح الوطن، فالتعليم وتطبيق القانون لا يقدر بثمن لمن يبحث عن مدينة فاضلة.. 
وكذلك بناء الإنسان المثقف الذي يُعد من مقومات الإصلاح والتنمية والنهضة ونشر الحرية والعدالة الاجتماعية وتعزيز الديمقراطية في ميادين الإصلاح السياسي والاقتصادي متى تم بناء الإنسان الواعي المثقف الذي يؤمن بأن الديمقراطية هي ثقافة وممارسة لا صناديق إقتراع. وعلينا كذلك إعادة إنتاج النهضة التي بدأت منذ إنطلقت المئويه الأولى للدولة الأردنية.. 
 علينا أن نحدد المرجعيات العلمية والأدبية والثقافية الوطنية التي ننطلق منها في تربية أبنائنا  على عقيدة وطنية أردنية. وعلينا كذلك الإستمرار في بناء الجودة في التدريس والتدريب وإعادة التأهيل الفني للمعلمين لأكسابهم المهارات التعليمية المطلوبة، والأهتمام بمخرجات البحث العلميّ من خلال الدعم المالي الذي يحقق الأماني والأحلام في تطوير التعليم لنحقق النهضة والتنمية وننافس الدول المتقدمه في هذا المجال بما نملك من قدرات فكرية وإبداعية تؤهلنا للمنافسه مع الكبار عمالقة الفكر والمعرفة وبيوت الخبرة الناضجة . نعم نقول بأن المعلم القدوة يعتبر أحد المناجم الذهبية على سطح الأرض الأردنية نظرا لمآ قام به من إنجازات تربوية تستحق أن تُذكر لهؤلاء الجنود الذين يعملون بصمت ديدنهم الإنتماء لمهنتهم رغم شح العائد المادي لهم لكن إرتفاع منسوب الإنتماء والولاء في دمائهم جعلهم يبذلون مزيد من الجهد والعطاء ولا ينتظرون منّه من أحد ولآ مكافأة نهاية خدمة.. فكما هم الأبطال من القوات المسلحة الأردنية يحمون حدود الوطن وسمائه بالسيف، فالمعلمون يحمون العقول والسلوك بالفكر والمعرفة والإبداع والأخلاق من خلال بناء الأمن الفكري ليكون مصدات واقيه تحمي أفراد المجتمع وأبنائه من الانزلاق في التطرف الفكري الذي يقود إلى الإرهاب وإفساد السلوك... فمن خلال السيف والقلم وزرع قيم الولاء والانتماء والمواطنة الصالحة تُحمي الأوطان وتصان وتحقق الكرامة الإنسانية لشعوبها...!! 
 
واخيرا نقول بأن البقاء ليس للأقوى ولكن للأوعى ثقافيا وعلميا وأخلاقيا، صاحب القدرة والبراعة الفكرية على مواجهة الأزمات والتحديات الثقافية الساخنه واحتوائها لصالحه، وحتى نصل لمستقبل آمن ومستقر ثقافياً وعلميا ومعرفيا له اطلالات على خبرات العالم المتقدم تكنولوجيا وحضاريا 
علينا أن نترجم الرؤى الملكية في ملف التعليم بأعتباره  أحد أدوات التقدم والنهضة والتحديث لتحقيق التنمية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والأمنية في كافة المجالات التي تتطلب  إبداع وخطط استراتيجية مدروسة ترقى لمستوى طموحات جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين .

حمى الله الأردن وأهله وقيادته الهاشمية العامرة من كل مكروه تحت ظل رأية سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم أعز الله ملكة وارث مباديء الثورة العربية الكبرى التي انطلقت أساساً  لأهداف عروبيه وقوميه وهوية عربية جامعه. 

الدكتور محمد سلمان المعايعة.