لا شك اننا اصبحنا نعيش في عالم تهمين عليه أحدث التقنيات الحديثه والتطور الكبير في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات , الأمر الذي يتطلب التركيز والعمل على بناء مهارات جديده للمستقبل الرقمي من خلال التدريب المتخصص في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والتقنيات الحديثه للأتصالات المتحركه وإنترنت الاشياء وغيرها من المجالات التي يتطلبها التحول الرقمي مما يسهم في ايجاد فرص عمل جديده ويعزز ريادة الاعمال والتجاره الألكترونية .
وقد رافق هذا التطور ما يعرف بالهجمات الألكترونية أو السطو الألكتروني على المعلومات التي تعبر عصب الدول بمؤسساتها وكذلك أفرادها , فكان لا بد من تحصين هذه المعلومات والشبكات الحاسوبيه من الاعتداءات أو ما يسمى بالحروب الألكترونية , لذا كان الرادع لهذا النوع من الحرب هو تحقيق ما يسمى بالأمن السيبراني .
ويعد الأمن السيبراني في الاردن حديث العهد حيث نظم المشرع الاردني قانون الأمن السيبراني في الاردن عام 2019 وصدرت الارادة الملكية السامية بالموافقة على نظام المركز الوطني للأمن السيبراني في شهر كانون الثاني من عام 2020م
ويعتبر تخصص الأمن السيبراني تخصص جديد في الجامعات الاردنية حيث دخل في الجامعات بداية عام 2019 م . وقد أولى الأردن أهتماما كبيرا بدراسة تخصص الأمن السيبراني في الجامعات من خلال توفيره للطلاب والطالبات الراغبين بالألتحاق بهذا التخصص , من أجل منحهم مجموعة من المعارف والتقنيات التي تمكنهم من فهم أساسيات أجهزة الحاسب الألي ونظم الأمان والحوسبة وذلك لحماية البيانات والأنظمة من الاختراق كما يتم دراسة كيفية التصدي للهجمات الألكترونية المختلفة والقرصنة مع فهم نظم الحوسبة كما تعمل ايضا على الدمج بين الجانب النظري والجانب العملي لتدريب الطلبة على ممارسة تلك المهارات قبل التخرج لضمان مستوى الكفاءة والقدرة على خوض سوق العمل فور التخرج , من أجل خلق جيل مبدع من الشباب من الجنسين ليسهم في حركة التنمية والأزدهار في الأردن .
ويختلف دراسة الأمن السيبراني من جامعة الى لأخرى إلا انها تتشابه فيما بينها في منح الطلاب الجامعيين مجموعة من المعارف والتقنيات التي تمكنهم من فهم أساسيات اجهزة الكمبيوتر ونظم الأمان والحوسبة من اجل حماية البيانات والأنظمة من الاختراق .
*والأمن السيبراني* / يمكن تعريفه بأنه ذلك العلم الذي يضم مجموعة من التقنيات والانظمة والضوابط التي تعمل على حماية أجهزة الحاسوب وأنظمتها والأجهزة المحمولة والانظمة الألكترونية والشبكات والبيانات من الهجمات الضارة ومن سرقة او تلف برامجها أو بيانتها الألكترونية , كما انه يعنى بأمن المعلومات على اجهزة وشبكات الحاسب الألي والعمليات والأليات التي يتم من خلالها حماية معدات الحاسب الألي والمعلومات والخدمات من اي تدخل غير مصرح به , أو تغير أو إختلاف قد يحدث حيث يتم إستخدام مجموعه من الوسائل التقنيه والتنظيميه والأدارية لمنع الاستخدام غير المصرح ومنع سوء استغلال المعلومات الألكترونيه ونظم الاتصالات والمعلومات التي تحتويها .
*الذكاء الأصطناعي*
وبالتطرق للأمن السيبراني لا بد من التطرق للذكاء الأصطناعي وبيان كيف يسهم الذكاء الأصطناعي في دعم الأمن السيبراني .
فالذكاء الاصطناعي هو الأنظمة أو الأجهزة التي تحاكي الذكاء البشري لأداء المهام التي يمكنها أن تحسن من نفسها استنادا الى المعلومات التي تجمعها , ويتعلق بالقدرة على التفكير الفائق وتحليل البيانات, ويسعى الى تعزيز القدرات والمساهمات البشرية بشكل كبير بل قد يتفوق مستقبلا على الذكاء البشري ويحدث ثورة كبيره في تعزيز الأمن السيبراني .
ومع تزايد الهجمات على المعلومات التي يصعب على فرق الأمن السيبراني ملاحقتها بالدقة المتناهية المطلوبة كان من الضروري استخدام الذكاء الاصطناعي وتطويعه في التصدي لتلك التهديدات لما يتميز به الذكاء الاصطناعي من سرعة هائلة وقدرة فائقه على مراقبة البيانات والكشف عن القيم المتطرفه التي تشير الى احتمال وجود اختراقات معلوماتية مما جعل الذكاء الاصطناعي حليفا لبرامج الأمن السيبراني .
كما ان الذكاء الاصطناعي يعتبر فرع من فروع علم الحاسوب حيث اصبح الذكاء مصطلح شامل للتطبيقات التي تؤدي العديد من المهام المعقده التي كانت تتطلب في الماضي إدخالات بشرية مثل التواصل مع العملاء عبر الأنترنت , فالمبدأ الرئيسي للذكاء الاصطناعي هو ان يحاكي ويتخطى الطريقة التي يستوعب ويتفاعل بها البشر مع العالم من حولنا , وتعمل تكنولوجيا الذكاء الأصطناعي على تحسين اداء المؤسسات وانتاجيتها عن طريق أتمتة العمليات أو المهام التي كانت تتطلب القوة البشرية فيما مضى .
*فرص العمل لتخصص الأمن* *السيبراني*
ان مستقبل سوق العمل في مجال الأمن السيبراني واعد جدا والطريق امام المتخصص مليء بالفرص الوظيفيه التي تهدف الى تعزيز الأمن السيبراني للدولة وحماية مصالحها الحيوية وأمنها الوطني والبنى التحتية الحساسة ومن هذه التخصصات نذكر منها مايلي : -
وفي الختام نقول انه أصبحت دراسة الأمن السيبراني والذكاء الأصطناعي واحدة من مستحدثات التطور التكنولوجي والرقمي الذي نعايشه في العالم , وحاجه أردنية ملحة لما له من أهمية في أمن المعلومات , حيث يشهد العالم المتقدم بكافة أرجائه تطور كبير جعل مقصد الكثيرين من الدارسين المتميزين حول العالم يركزوا على الدراسات التكنولوجية في مجال الحوسبة الرقميه .