لكل مكان اريج يتضوع بالمناقب والمآثر ، واريج الاماكن انسانها .
وبني كعب اريج البادية وعبيرها ومسكها وعطرها ، اريج يفوح منه الطيب والسماحة وعزة النفس ونبالة النسب " يرضخ لهم الطيب حشمه وهيبه ويرفع لهم بالعز بيرق ورايات " .
نسب شريف يمتد الى كعب بن ربيعة ، ومحتد رفيع يرتوي من مضر بن نزار ، وارومة تنهل من عدنان . فرقتهم حرب المائة عام فانسابوا ككريات الدم في الجسد العربي من ساحل عُمان حتى ساحل سبتة ، وكانت لهم امارة الاحواز حتى عهد الشيخ خزعل الكعبي ، ويقال ايضا ان جدهم كعب بن لؤي ويكنى ابو هصيص ، وهو اول من جمع يوم العروبة وقيل اول من سماه يوم الجمعة ، وبشر بمبعث الرسول قبل مبعثه عام 560 م ، حيث انشد قائلا " يا ليتني شاهد فحواء دعوته اذا قريش تبتغي الحق خذلانا " .
ومنهم النابغة الجعدي الشاعر الذي مدح النبي قائلا :
" اتيت رسول الله اذ جاء بالهدى ويتلو كتاباً كالمجرة نيرا
وجاهدت حتى ما احس ومن معي سهيلاً اذا ما لاح ثمت غوّرا
اقيم على التقوى وارضى بفعلها وكنت من النار المخوفة أوجرا " .
ومنهم عويمر ابن ابي عدي الذي دعا عنترة بن شداد للمبارزة فلم يقدم عنترة على مبارزته .
ومنهم عبد الله بن الحشرج الذي غلب على بلاد فارس ايام الزبير , ومنهم مجنون ليلى امير عشاق الزمان قيس بن الملوح .
ومنهم المشير عبد الحافظ قائد الجيش العربي له الرحمة والمغفرة .
قال ابن بسام عن بني كعب " ذوو الطعن والضرب ، سماح النفوس ، جمال الطروس ، ذو الجاه العريض وأساة المريض والكرم الجم والحلم الاتم " .
" يا مرحبا يا ربعنا عد ما خيل ، كل النجوم العالية مع قمرها
اهل الكرم والجود بني كعب لا قيل ، بين القبايل لابتي ما هجرها
اهل العلوم الوفية هم هل الخيل ، وقت الشدايد ما به احدٍ قدرها
بني كعب وقت الحرب تهدف مقابيل يم العدا تخفي وتمحي اثرها
في ما مضى والحين وجيل بعد جيل يشهد لها التاريخ ويشهد دهرها " .
ما بين الكعابنة و بني حميدة جيرة عمرها الدهر ، وما بين القبيلات والكعابنة عشرة عمر وارض ونسب ، وما بين مليح ومجرة قرى الكعابنة طلوع شمس وتضوع نسيم ومجرى وادي الرميل الاثيل ، وما بين الكعابنة وابي اواصر محبة تليدة ، كنت ارى وهج الود بشاشة وطلاقة في الوجه تزهر على القسمات حينما يسمع بطرياهم .
الكعابنة في الاردن ثلاثة قرى " طور الحشاش ، عليان ، ابو حليليفة " تنتظم في عقد ام الرصاص ، وحي التيم يزين زنار مأدبا الجنوبي .
بالامس غمرنا الطيب ونحن في مضارب الكعابنة " والطيب مع الناس يا بعد ماده " ، " والطيب في عرف الكعابنة " ساحله ما له حدود ، قاعه عميق ومتعب كل غطاس " ، والطيب ليس غريب من راعي الطيب ، فالكعابنة لهم في منبع الطيب عنوان ، والطيب عندالكعابنه اصيل بالفطرة " الطيب ورثه ما شريناه بالاثمان متسلسل من نبع ناس عريبين " ، " الطيب واهل الطيب عاشق ومعشوق ، والطيب له مبدأ وحكم وشرايع " ، " دروساً خطها الاجداد نمشيها رسمها العمر للايام نيشانه ، ونبنيها ونحفظها ونحميها على الشعره ، بحد السيف واسنانه " .