الفريق الركن المرحوم عواد باشا المساعيد , فارس من الصحراء , وللبقاع تأثير على الطباع , شخصية عسكرية قيادية نادرة , تثير الاعجاب , نال الاحترام , ملفت للانتباه , ولد قائدا مميزا مثالا صادقا للقدوة الحسنة , يتحلى بالثقة بالنفس والتواضع والانسانية والقوة والأمانة , والقدرة على اثارة اهتمام الافراد , يتمتع باللباقة واللياقة وحسن الحديث .
لقد أتعب الضباط من بعده , نشأ في حضن الشقاء , استوى واشتد عوده بين شظف العيش وعسر الحياة , بين هضاب القحط ,وأودية الجفاف , بين سفوح المعاناة وقمم المجد , بين لهيب الشمس, وبهاء القمر, بين صوت الرعد , ولمع البرق , سلك دربا مليئا بالأشواك , حتى أصبح يتغذى على قطرات الندى وينمو تحت الصخر .
عاش ضابطا شهما , كريم النفس , عف اللسان , عطر السيرة , نقي الضمير , بهي الطلة , مملوء بالكبرياء والأنفه, خاض معارك الحياة بسمنها وعسلها , ونارها وقطرانها , كان له نصيب كبير وزاد وافر تزود به من خصوبة المنبت ,ونقاء الأصل , من شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
مرافق الملك العظيم , أخذ الحنك والحكمة والخبرة والصبر ,كان قائدا موهوبا ينقاد له الجند عن رضا وطيب خاطر , نال احترامهم ,وطاعتهم , وتعاونهم , له القدرة على الابداع , يعرف التلميح قبل التصريح , خال من التلوث , بعيد عن الخبث , لا خلاف بين المظهر والمخبر , صاحب رؤية ثاقبة , لا يؤمن بالتكتيك القابل للمناورة , لا يخضع للمساومة ,لا يسلك أساليب المؤامرة , لا يسعى للصيد في المياه العكرة , لا يعرف الاستعراض , ولا يبحث عن الشهرة.
أبا سلطان رحلت عنا ولم ترحل منا ,كثير من الاحياء اموات فوق التراب ,واموات تحت التراب ذكرهم حيٌ لا يموت , اسأل الله ان يجعلك من اهل اليمين ( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ﴿۲۸﴾ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ﴿۲۹﴾ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ﴿۳۰﴾ وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ ﴿۳۱﴾ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ ) إنه سميع الدعاء , لك الرحمة ولأهلك وربعك وأسرتك الكريمة فضيلة الصبر وجميل السلوان , (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون)