وترجل الفارس المغوار عن صهوة جواده معلناً الرحيل ، ليرتقِ منازل في عليين ، وليكتب مع الصالحين والأبرار ، وليلتحق بقافلة الشهداء ممن سبقوه في المضمار .
رحلَ عنّا بعد خدمة قضاها في حب الوطن والإخلاص له بكل مكنوناته ، كان خلالها يسهر على راحة وأمن المواطنين تارةً ، ويهاجم أوكار اللصوص والفاسدين تارةً أخرى .
أثبت لنا جميعًا بأن حب الوطن لا يكون بالشعارات الرنانة المزيفة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، بل اكتفى أن يجسّد ذلك على أرض الواقع ، بأعماله التي سطر بها تاريخ ومجد الأردن في عهد الملك الباني رحمه الله ، وكان شعاره على التوالي :
( الّلي خبزه مش من قمحه عاش مذلول)
بقي على العهد والوفاء للوطن بأسره ، إلا أن وقع ضحية طيش لزمرة خارجة على القانون ، كانوا قد دبروا أمرهُ بليل ، بعد مؤتمر ضم وزراء الدفاع العرب في القاهرة ، ليتفاجأ بعدها بغدره ورشقه بالرصاص من الخلف ، على أيدي خونه بلا ذمة ولا ضمير.
رحل عنا مخلفاً وراءه إرثاً سياسياً عظيماً ، يعجزُ عن حمله من لا يحمل بداخله الإخلاص للوطن وللمواطن .
#فهل ولدنَ الأردنيات وصفيًا يتحملُ ذلك الإرث العظيم؟