حين يتسع الثقب يسهل للجميع أن يمرّوا منه وفيلم الأميرة اتسع الثقب فيه بقصدية المنتج حتى يدخل منه الجميع ويصبح هو المتفرج ، البعض يرى ما يريد ، والكثيرون يرون ما أراده الفيلم من رسائل كُتبت بعناية و وضوح لمن يُحسن القراءة بمختلف الثقافات الجغرافية في هذا العالم .
أبدأ بالثقافة الغربية التي يرى البعض أن رسالة الفيلم تُدين اليهود من خلال ازدواجية التعامل مع السجين اليهودي والأسير الفلسطيني متناسين هؤلاء أن هناك فرقاً بين السجين وبين الأسير فالسجين من ارتكب جرائم أخلاقية وليس له أية ميزات عند سجنه ، لكن الأسير فقد حمل السلاح دفاعاً عن أرضه ، وتم أسره وهو يمتلك الحقوق المشروعة دولياً للأسير ، وهنا فقد عامله السجان اليهودي كسجين ، وليس أسيراً له حقوقه التي تم التغوّل عليها من خلال الفيلم .
الرسالة الأولى والأخطر هو اسم الفيلم بدلالته عند إرجاع نسب البنت إلى اليهودي ، وكأنه يقول لنا إن نسلنا هو أمراؤكم وأميراتكم ، وكم من أمير لنا بينكم ، والرسالة الثانية توقيت كتابة وإنتاج الفيلم الذي جاء بعد انتصار بعض الأسرى على المنظومة الدفاعية و استراتيجية التكنولوجيا في حماية السجون من الاختراق من قبل الأسرى ، فقد سقطت أمام العالم هيبة المنظومة والاستراتيجية معاً ليأتي الفيلم ليبين للمشاهد أننا قادرون نحن أيضاً على اختراق نسل الأسير .
قيل عن الفيلم الكثير ، وما يهني هنا أن أنبّه المسؤولين الإعلاميين والفنانين إلى أمر مهم وهو اصدار تعليمات جازمة بعدم السماح بتمثيل فيلم سينمائي أو دعائي على أرض الوطن دون مرور النص على رقابة فنية ثقافية قادرة على إجازته أو منعه ، وبعد ذلك تشكيل لجنة لمتابعة تصوير العمل حتى لا يتم التشويه والخروج عن النص كي لا نبقى في دائرة التنديد والسماح بالتمديد وتكرار العمل الذي يسيء للوطن قبل كل شيء