لعمري ما اطيب القرى ، قلوب خضراء تفوح منها رائحة الود والورد ولا تجف السواقي ولا تكف عن النشور " بروحي تلك ما اطيب الربا وما احسن المصطاف والمتربعا " .
لا يستريح عنق الشفا من صعوده من ادنى الارض الا في سهول جرينة الغربي والشرقي وابو النمل وابو اردينة لينعم بالظلال الوارفة والعناقيد الدانية وضفائر الحقول التي تنحني سنابلها بالغلال :
" تمشي تميس بقدها بين الحقول
كالشمس تشرق باكرا لكنها تأبى الافول
اغنامها تجري على الحانها
خطواتها في الدرب ترغب ان يطول
والدرب يرقص تحتها طربا ولكن لا يقول " .
جرينة بوابة مأدبا الشمالية ما ان أمرها الا وطبعت على جبينها قبلتين ، قبلة لاديمها الخيّر المعطاء ، وقبلة لانسانها الرائع المسكون بالسخاء :
جرينة كتف يتكئ على حسبان والمشقر شمالا والاخر يتكىء على الفيصلية والخطابية جنوبا ، وشمسها تشرق من منجا اول سيف البادية وتغرب عند بُنياتها العريش وغرناطة ،"وللهواء بها لطفٌ يرق به من لا يرق ويبدو منه اهواء " .
رحلة القدوم من الشوبك مرت اولا بمحطة الكرك في جوار الطروانة والمحطة الثانية كورة ذيبان في جوار بني حميدة وحوض الشوبكية لا زال صدى اسمه يعبق بالمكان ، واول البيوت بيت درويش الذيابات وسليمان دعيبس ، واول التعليم ؛ كُتّاب سلامة الخطيب وكُتّاب ياسين ابو الخيل ، واول المدارس معاناة طويلة حل عقدتها توقيع وصفي ، وكان المشتى كهوف جمالة ؛ واشهر الموارد بير الزاغ وعين جماله وعين ابو العسعس والعين البيضاء وعين سلمى .:
" هي زهرة عبق النسيم بعطرها ومضى فاسكرت السهول
هي نجمة تروي بصمت قصة فتنام تحت سمائها كل الفصول ".