المشهد الذي يتكرر في كل استحقاق ديمقراطي وقبل كل عملية انتخابية هو المؤازرة والفزعات غير المدروسة وينتهي بنا المطاف إلى اللوم وضرب الكف على الآخر ثم التباكي على مصالح ضاعت ومشاريع قضت دون أن تفيد الجميع وينحصر الأمر لصالح ثلة معدودة وتنحرم الغالبية والسواد الأعظم .
فتتنا الانتخابات وقسمتنا القوانين ومنعتنا من السير نحو الهدف المنشود والاجتماع على قلب وطن واحد وهم واحد نسينا الدروس الماضية والضربات القاسية التي أتت بقوانين نتجرع سُمّها واملاءات ثمنها مصالح ضيقة قلبت الأحوال علينا وضيقت على كثير منا وتركت لنا الغلاء وارتفاع الأسعار والبطالة والتهميش دون النظر والتمعن بقضايا الوطن وأقصتنا عن المشاركة الحقيقية والواعية والبحث عن الأسباب والمشاركة والحلول جعلتنا نقف وقفة المتفرج المتحسر المنادي بلاحياة وصوت يسمع ، غيبت شبابنا الواعي عن قراره ومستقبله وجعلته لاهثا ومنقادا وراء من يبحث عن نفسه ولا يريد إلا مصلحته! ، ونست وتناست من شرع الأبواب واعتبرته سهلا لينا حليما صافحا لا يرد الأذى ولا الكيد بمثله .
العتب واللوم على العقلاء وقادة الرأي وأصحاب الأقلام وذوي التأثير كيف نقبل السير مع التيار ؟ وهل يليق بنا الغوص إلا للأمانة التي نحمل ؟ وهل يحق لنا شرعنة الوسيلة لأي غاية ؟ "ألا ساء ما يحكمون ".
فلا سامح الله صانعا للفتنة ومزينا وعرابا ومخططا لها لا سامح الله كل ذي نية سوداء غير مخلصة للوطن وقيادته وأهله .
نحن جلنا نرفض الولاءات الفرعية على حساب الولاء والانتماء والاندماج الوطني تربطنا صلات أعظم من أن يمزقها يوم وبالأصل تتعاكس مع الهدف السياسي والديمقراطي الذي نبتغيه من الانتخابات لأنها تحرم الأقل عددا والفرد الطموح الكفؤ من شروط متكافئة في السباق الانتخابي الذي يمنع الجميع من ممارسة حقه ترشحا واختيارا .
أخاطب الشباب الواعي وذوي البصيرة أعيدوا حساباتكم جيدا وأنزلوا الأمر بأهله وأمعنوا القرار تشريعا وخدمة .