اكتست محمية ضانا بالرداء الأبيض بعد أن زارت الثلوج قنم جبالها العالية لترسم لوحة ناصعة البياض في الأفق البعيد.
وتعتر محمية ضانا للمحيط الحيوي، أكبر محمية محيط حيوي في الأردن، وتتبع للجمعية الملكية لحماية الطبيعة، وتصل مساحتها إلى 308 كيلومتر مربع، أنشئت في العام 1989م، وتقع في محافظة الطفيلة، على ارتفاع 1500 مترًا عن سطح البحر، فوق هضبة القادسية، وتمتد نحو سهول صحراء وادي عربة غربًا.
وارتدت المحمية حلتها البيضاء، والتي عادة ما يزورها الثلج في فصل الشتاء، لتضيف على جمالها الأخاذ مزيدا من الجمال، وعلى جبالها شاهقة الارتفاع مشهدا مهيبا تختلط فيه الغيوم مع لون الثلج ناصع البياض.
وتتميز محمية ضانا بجبالها المكسوة بالشجيرات ومنحدراتها المصقولة من الصخور الرملية، وتعد المحمية الوحيدة في الأردن التي تشتمل على أربع مناطق جغرافية مختلفة حيث تحتوي حيوانات من الصحراء، ومن غابات البحر المتوسط ومن السهول الروسية الجافة.
وتعد محمية ضانا من أهم المحميات على مستوى الوطن العربي لما تحويه من تنوع حيوي هائل وبنك جيني طبيعي لمختلف عناصر الحياة البرية مما اكسبها شهرة عالمية خاصة في برامج الدراسات والأبحاث، وتنبع أهمية المحمية من تواجد البيئات الطبيعية المختلفة في محمية واحدة وهي البيئية الجبلية في جبال الطفيلة وبيئة السهوب والبيئة الصحراوية في وادي عربة.
وبحسب ما قال مدير المحمية عامر الفروع فإن وجود جميع هذه البيئات في محمية واحدة أدى إلى وجود غنى طبيعي، إذ سُجل في المحمية ما يزيد عن 891 نوعا من النباتات والتي تمثل ثلث نباتات الأردن وثلاثة من هذه الأنواع التي سجلت هي جديدة للعلم حملت اسم محمية ضانا وتحتوي على 16 نوع نادر على المستوى العالمي مما رشحها لتكون أحد المناطق المهمة للتنوع الحيوي على المستوى العالمي و160 نوع نباتي نادرة ومهددة على المستوى الوطني.
وبين الفروع أن محمية ضانا تعتبر مركزاً لتكاثر وتعشيش الكثير من الطيور البرية مثل الحجل والشنار والطيور الجارحة حيث تم تسجيل 217 نوعا من الطيور وهو ما يشكل 50% من الطيور المسجلة في الأردن منها ما هو مهدد على المستوى العالمي كالنعار السوري ومنها ما هو مهدد على المستوى المحلي كالنسر البني وتقع المحمية ضمن مسارات هجرة الطيور ويعبرها الألاف من الطيور بشكل سنوي وهي معلنة كمنطقة مهمة للطيور من قبل المجلس العالمي لحماية الطيور.
وأضاف، تم تسجيل أكثر من 38 من الثديات و42 من الزواحف وتعتبر المحمية مركزا رافدا لكثير من الأنواع النادرة والمهددة في مناطق جنوب الأردن ومنها الماعز الجبلي النوبي والثعلب الأفغاني (الملوكي ) والوشق والغزال العفري وهي من الأنواع المهددة على المستوى الوطني والعالمي.
وقال بان مشهد تساقط الثلوج على ضانا وتراكمها يعتبر مشهدا اعتياديا عندما تتأثر المنطقة بمنخفض قطبي نتيجة ارتفاع جبال ضانا عن سطح البحر، مبينا أن العديد من محبي الطبيعة والتصوير يأتون للمحمية عند هطول الثلج لالتقاط الصور في المنطقة التي تعتبر واحدة من أجمل المناطق في وطننا الحبيب.