نيروز الإخبارية : نيروز_دفعت الظروف الاقتصادية الصعبة وتفشي البطالة بين صفوف الشباب الجامعين في لواء الغور الشمالي إلى انتشارهم على جوانب الطرق الرئيسية لبيع منتوجات زراعية تشتهر بها المنطقة في الوقت الحالي، لسد احتياجات أسرهم في ظل الارتفاعات المستمرة للأسعار.
وعلى جانب الطريق القريب من سد وادي العرب التي تشهد حركة سياحية نشطة، جراء انتشار الاستراحات، يجلس الشاب العشريني محمد بني ملحم والحاصل على بكالوريوس هندسة مدنية، واضعا أمامه كيسا من الفول الأخضر لا يتجاوز ما بداخله العشرة كيلوغرامات، بالإضافة الى بعض من رزم الورقيات 'الخبيزة '.
ويقول بني ملحم انه يحمل شهادة جامعية، وتخرج منذ ما يقارب حوالي 7 سنوات، ولغاية الآن لم يحصل على وظيفة تؤمن له عيشا كريما، موضحا انه لجأ إلى بيع الخضراوات الموسمية على جوانب الطرقات بدلا من المكوث في المنزل بلا حول ولا قوة.
وأكد انه في حال تمكنه من بيع ما بداخل الكيس فإن ذلك سيكفيه لينفق على نفسه ومساعدة أسرته، وخصوصا أن شقيقته معاقة وهي بحاجة دائمة للعلاج والأدوية المكلفة، إذ تحول الظروف المالية، التى تعيشها اسرته دون توفير بعض الاحتياجات لهم.
وطالب الجهات المعنية بالنظر إلى معاناة الباعة المتجولين، وتأمين التمويل لفتح محلات متواضعة من شأنها أن تحسن وضعهم قليلا، او العمل على فتح مشاريع استثمارية في اللواء تمكن الشباب الجامعين من العمل.
ولا يختلف الحال كثيرا عن الشاب الجامعي صبري بشتاوي اذ اكد أن الاعتماد على البيع المتجول كمصدر للرزق ليس سهلا، فالجميع يعاني من غلاء المعيشة، 'فكيف تعيل أسرة كاملة بثمن مجموعه باقات من الخبيزة والعلت'، مشيرا إلى أن هذا العمل صعب ولكنه يغني من يعمل به عن سؤال الناس، وطلب العون من الجمعيات والمؤسسات الخيرية.
ولا يمنع الفقر والبطالة العديد من الفتيات الجامعيات الى المشاركة في بعض من البازارات او المعارض في بعض المناطق السياحية التي تشهد حركة سياحية نشطة، لبيع بعض المنتوجات الزراعية والحرف اليدوية للحصول على ما يستطعن به تسديد بعض من التزامات مالية متراكمة على ذويهن.
وتؤكد آيات محمد ان والدتها تتوجه كل يوم الى المزارع الزورية، لجلب الورقيات من الخبيزة والعكوب، مشيرة الى ان رحلة والدتها الى المزارع متعبة جدا، الا ان الفقر يدفعها الى ذلك للحصول على بعض الاموال وسد رمق اسرتها التي تعاني من ظروف مالية صعبة.
ومن جانبه اكد مهتمون في المجال الاجتماعي أن جزءا من الباعة المتجولين هم من المزارعين الذين يبحثون عن تسويق منتجهم خلال موسمه، من خلال أخذ منتوجهم إلى الأماكن المجاورة التي تشهد حركة سياحية الجلوس به على جوانب الطرقات لتسويقه، وخصوصا أن أغلب الخضراوات يكون موسمها قصيرا، ويواجه المزارع خلال هذا الموسم تحديا لتسويق منتجه حتى يسترد تكلفته.
ومن جانبه اكد رئيس بلدية معاذ ين جبل ساري العبادي ان البلدية بصدد عمل بعض المشاريع الاستثمارية في اللواء في المجال السياحي والخدماتي للمساهمة في حل بعض مشاكل الشباب وخصوصا الجامعين.
ومن جانبه اكد مصدر من دائرة السير ان رجال السير يعملون في الوقت الحالي على تنظيم حركة السير في تلك المناطق السياحية للحد من الاختناقات المرورية من خلال منع انتشار الباعة الذين يقفون على الجوانب الخطيرة من الشارع الدولي.
وطالب اهالي اللواء بالعمل على مساعدة الشباب الجامعيين وحل مشاكلهم، من خلال توفير فرص العمل، مشيرا إلى أن الدعم والاستثمار في القطاع الزراعي من الممكن أن يحل مشكلة البطالة، فنصيب القطاع الزراعي من التنمية العامة لا يتجاوز الثلاثة في المئة.
ويعتبر لواء الغور الشمالي من المناطق الاشد فقرا المملكة، إذ يعتمد نصف اهالي اللواء تقريبا على عملهم في المزارع، فيما يعمل النصف الآخر في القطاعات الحكومية والقطاع الخاص، في الوقت الذي يخلو فيه اللواء من المشاريع الاستثمارية التي قد تساهم في حل مشكلة الفقر والبطالة.