يعاني مجتمعنا كما المجتمعات الأخرى من ظاهرة سلبية إلى حد كبير ألا وهي ظاهرة "العقل الجمعي " والتي تعني ببساطة أن يفترض الفرد أن تصرف الجماعة هو سلوك صحيح ، مما يؤدي الى حالة من الإنصياع لوجهة نظرهم وتصرفاتهم دون إدراك لمدى صحة وجهة النظر او التصرف من عدمه(القطيع البشري).
وقد يعتقد البعض أن ما يحدث مع الفرد في هذه الظاهرة هو طبيعي ، لكون الفرد يعيش ضمن مجموعة في مجتمع ما وبالتالي فإنه من الطبيعي أن يتأثر ولكن وبالرغم من ذلك فإنه يجب أن يكون هناك ما يسمى بالعقل الفردي الذي يجعل من كل فرد يملك العقل بأن يفكر (ولو قليلاً ) بمدى صحة التصرف قبل أن يقوم به أو قبل تقديم وجهة نظره تجاه موضوع معين وأن يضع الأحكام المنطقية هي الحَكَم والفيصل في توجهه .
ومن الجدير بالذكر أن الإنفراد عن العقل الجمعي السلبي يتطلب شجاعة مطلقة ، فالشخص المنفرد سوف يُهاجَم بأبشع أنواع الوسائل، لذلك فعليه أن يكون شجاعاً وألا يستسلم بسهولة .
وفي الحقيقة فإن المتمعن جيداً في الوضع الحالي ومن جميع النواحي يجد أن الصراع أو المعركة في هذا الوقت هي معركة وعي، فيجب أن يكون الوعي منتشراً وبشكل كبير كي يحدث التغيير المنشود على مستوى المجتمع وبالتالي ومع مرور الوقت على مستوى الأمة بالكامل، فرقيّ المجتمع مقترن تماماً بالفكر والإبداع والوعي .
لذلك فإن العقل الفردي الإيجابي المنطقي هو اللبنة الاساسية والأولى للبدء ببناء عقل جمعي جديد بعد أن تتضامن معه وعن قناعة عقول أخرى منفردة لتصبح بعد ذلك فئة مجتمعية مبدعة متميزة على أقل تقدير .
#أخيرا: الذي يقرأ ويتمعن جيداً في التاريخ و عبر الحقب التاريخية المختلفة يجد أن الأنبياء بالدرجة الاولى ومن ثم العظماء والأدباء وغيرهم كانوا قد قدموا وتميزوا بخروجهم عن المألوف وعن كل ما هو سائد في التفكير في تلك الفترة بين الناس، فمنهم من خسر اقرب الناس له ومنهم من فقد روحه في سبيل طريقه ولكم في القصص المعروفة والمتوارثه أكبر دليل .. وأود أن أنهي حديثي بما قاله سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه :