نيروز_تعيش المملكة على وقع أجواء دافئة بشكل لافت أقرب ما توصف بالربيعية، وذلك منذ اليوم الأول من شباط، فيما يتوقع ان يستمر الدفء الكبير بالأجواء حتى مطلع الأسبوع القادم، كما من المتوقع أن تبقى الحرارة بعيدة عن معدلاتها الاعتيادية خلال هذه الفترة بحدود 7-10 درجات مئوية، فيما تكون الأجواء مثالية جداً للرحلات والنشاطات الخارجية خلال عطلة نهاية الاسبوع بمشيئة الله.
ويعود السبب العلمي المباشر لذلك الدفء، الى اندفاع كتلة هوائية دافئة بشكل لافت مُباشرة نحو مصر وشرق البحر المتوسط وبلاد الشام بما فيها المملكة، قادمة من أراضي القارة الافريقية ومرافقة لتأثير مرتفع جوي قوي وعنيد في الطبقات العالية من الغلاف الجوي.
ويأتي هذا المرتفع الجوي والكتلة الدافئة على إثر اندفاع سلسلة من الكتل الهوائية الباردة والمنخفضات الجوية نحو غرب أوروبا ودول المغرب العربي، حيث يسود طقس شتوي بارد وماطر كما تساقطت الثلوج في بعض المناطق هناك.
وبحسب صور الأقمار الاصطناعية، فيتوقع أن يندفع المزيد من السحب على ارتفاعات متوسطة وعالية نحو شرق المتوسط والمملكة خلال الأيام القادمة والتي بدورها سترفع وتزيد من حرارة الأجواء ليلاً.
لكن هل تعتبر هذه الأجواء اعتيادية وطبيعية في تلك الفترة من السنة؟
تظهر السجلات المناخية الخاصة بطقس العرب، الى أن المملكة قد مرت بالفعل فترات من الدفء الكبير في الأجواء خلال أشهر الشتاء، وذلك في الأعوام 2003 و2005 و2006 و2007 و2009 و2010 و2011.
وقد تباينت هذه الأجواء الدافئة ما بين طول الفترة الزمنية وما بين شدة او مقدار الارتفاع بدرجات الحرارة، حيث نجد بأن كانون ثاني من عام 2003 قد تميز ارتفاع الحرارة (أعلى درجة حرارة مسجلة شرق العاصمة 20 مئوية) ولفترة زمنية قاربت الأسبوع وهي قصيرة نسبياً.
وعلى النقيض تماماً فعلى الرغم من انتهاء شهر آذار من عام 2007 بدرجات حرارة حول معدلاته العامة، الا أن الحرارة قد بلغت 25 مئوية في الحادي عشر من ذلك الشهر، تبعها انخفاض حاد بدرجات الحرارة الى حدود 6-3 درجات مئوية فقط مع منتصف الشهر، حيث تساقطت بعض الثلوج فوق الجبال.
أما في أيامنا الحالية، وبإضافة الأيام الدافئة المتوقعة والتي قد تمتد حتى العاشر أو الحادي عشر من شباط، فتعتبر حينها الفترة الزمنية هي عنوان الأجواء الدافئة، ومن غير المتوقع أن تبلغ الحرارة مستويات تاريخية خلال ما تبقى من الأسبوع الحالي.