استاذي الكبير المرحوم خازر هلسة رحمة من الله عليك. استاذ الاجيال. معلمي الفاضل والاب الحاني ،
لا يمكن ان انسى وجهك الطيب حين تلوحه حرارة الشمس وانت تدير مخيماتنا الكشفية في الاغوار او في سهل المزار وغيرها ، اتذكر اشرافك علينا ونحن نبني بوابة المخيم او عند توزيع الارزاق. استاذي الكبير قد جعلت من الحركة الكشفية في الكرك مدرسة لتربية الاعتماد على النفس وبناء القدرات الذاتية وتنمية حب الوطن بالعمل وهذا النمط نفتقده الان بعد ان اصبحت مخيماتنا وانشطتنا بمستوى فنادق خمس نجوم .
قد تعلمنا الكثير وندرك الان كيف كانت فلسفتك في الحياة التي تقوم على مفهوم الخدمة العامة في وطن الجميع . تغادرنا الى الحياة الافضل وقد تحولت الى نقش في ذاكرتنا لمحبتك واخلاصك وقد جمعتنا الذكريات، ولكن اقول بعد موضة التكريم بالاوسمة والنياشين ان كل النياشين والاوسمة لا تصلح لك. فنيشانك ووسامك الذي تستحق لم يتم اختراعه بعد ، فانت كنت شامخا كقلعة الكرك شهما كرجالها عشت في وجداننا ومعك نتذكر الكرك تاريخا وانسانا . استاذي الجليل كم كنت اعتز حين كأن يسألني البعض: والدك الاستاذ خازر ؟ هذا السؤال يسعدني لانه يسمو على الدين والاصل والعشيرة فلا يفرقون بين خازر المجالي او الهلسة ، ويعيدني الى قصتك في بلدة عي حين كنت معلما عندهم ، ودعاك اهل البلدة الى صلاة الجمعة وتجلس خلف صفوف المصلين ومن ثم ليدعوك الامام الى اعتلاء المنبر لتتحدث لهم عن مشروع صيانة عين الماء في البلدة ولجمع التبرعات ، فكانت نخوة اهل البلدة بالتبرع فورا واشرفت انت على صيانة عين الماء التي تروي البلدة بأجمعها .
وكم اشعر بقيمة تاريخي وانسانيتي حين اصادفك بمناسبات كركية ،فاراجع شريط الذكريات الملئ بالانشطة العملية من فن بناء الخيم وتنظيم المعسكرات وتنفيذ مسارات الرسائل المخفية وخدمة المجتمع في تنظيف قنوات المياه او بناء الجدران وغير ذلك .
ندرك الان معنى التربية حين تتوجه بالعمل لخدمة الوطن لان في هذا الاسلوب هو تنمية للقدرات وصقل للشخصية المنتجة وتدريب على مواجهة الصعاب ،
نعم بكل حق كنت استاذي الكبير مدرسة تربوية اخلاقية وطنية بامتياز
والحديث فيه شوق لماضيك المجيد ،
ولا اقول انك قامة كركية وان كنت اكره هذه الكلمة التي اصبحت تصرف لاقزام احيانا ،