لم يعد يخفى على جلالة الملك عبد الله الثاني ان من يحمل الرتب السياسية او الدبلوماسية، ليس بالضرورة أي يحمل رتبة الإنسانية. فجاء لهم برسول منهم، يعلم وجعهم فيواسيهم، يعلم مكامن ضعفهم فيقويهم ....
يعلم كيف يضمد جراح الأردنيين بردود افعاله الصائبة. منصت جيد ... يعلم كيف يهدئ من غضبهم. كيف لا..... وهو ابن الجيش العربي الأردني، ولد من رحم المعاناة، تذوق طعم الألم وتجرع حب الوطن وتشرّب اّلام المعاناة، فأصبح سفيرا للقرى الأردنية وناطقا بلسان حالهم.. حتى حمل اعلى رتبة في العالم اجمع وهي "رتبة الإنسانية ".
في أحد الاجتماعات الدورية التي عقدت بوجود سفير الانسانية ورسول جلالة الملك للأردنيين " أبو الحسن العيسوي " وبوجود جمع غفير من الوزراء في محافظه من محافظات المملكة. كان يجلس أحد الحضور خمسينيّ العمر، يبدو على جبته مر السنين والمعاناة ويبدو انه يعاني من احد الامراض المزمنة، تحدث قائلا بصوت مملوء بالحزن " انا رجل مريض ، واتعالج على حساب الديوان الملكي...... ولم يزرني طوال حياتي سوى هذا الرجل" مشيرا بأصبع يده الى أبو الحسن العيسوي.
هنا ، يصمت الجميع ليستمع الى عفوية المشاعر ، لتعلم وقتها ان الإنسانية فطرة ، تولد بولادة الانسان تقتحم القلوب ، وتعلمك ان اعظم عبادة يقوم بها الانسان هي خدمة الشعوب وجبر الخواطر.
لتعلم جلالتك ان رسولك للأردنيين يسير بين الناس "جابرا للخواطر"، فتارة تراه في الكرك يواسي هذا ويتحدث مع هذا وتارة أخرى بعجلون او المفرق يخرج من جيبه دفترا صغير مدونا ما يتحدث به الأخرون .
وأنك يا جلالة الملك " خير من استأجرت القوي الأمين". وان لا شيء في هذه الحياة يعادل آن تكون إنسانا.