حرب الروس بدأت منذ سنوات منذ لحضة دخول بوتن للكرملين محملا بامجاد الماضي وحالمآ باسترجاعها، وليس بالضرورة ان تكون حرب روسيا على الغرب حربآ تقليدية،وأن سبق لها أن استخدمتها، فقد اجتاحت روسيا جورجيا واقتصت منها اقليمين كاملين عام 2008 كانت هذه ضربة للغرب والناتو
ولحضة دخلت روسيا اوكرانيا للمرة الأولى عام 2014 واقتصت منها جزيرة القرم كانت كذلك حربآ على الغرب والناتو ولحضة تدخل روسيا في سوريا بالاتفاق مع النظام في دمشق على أن تكون القواعد الروسية البحرية والجوية دائمة كانت هذه أيضآ ضربة للغرب.
لحضة حرضت روسيا جارتها بلا روسيا على ضرب الاوروبيين باللاجئين كانت هذه ضربة للغرب والآن وجيوش موسكو تجتاح اوكرانيا كانت هذه ضربة للغرب ، وكذلك ايادي موسكو بتحريض صرب البوسنة والهرسك على الانفصال هذه ستكون ضربة للغرب.
وجولة عسكرية مباشرة من جولات عدة ربحتها روسيا في حربها ضد الغرب، فا الدب الروسي الذي يعتمد سياسة اقتصاص الأراضي من جيرانه، بالتجزئة يعتمد أيضآ ذات السياسة في حربه ضد الناتو وامريكا فهو يخوضها ايضآ وعلى مراحل.
اما الحرب المباشرة التي يقف فيها جيش موسكو بمواجهة جيش واشنطن وحلفائها فهذه ستظل إمكانية اندلاعها بعيدة بعض الشيء ، والأمر لايتعلق بخوف أحد الاطراف من الآخر وإنما الجميع يدرك في موسكو وواشنطن انها ستكون حربآ تدميرية لا أحد فيها رابح ، لكن كما كانت ايام الحرب الباردة حرب استنزاف وحرب صمود وحروب مكر وخداع، فكما الولايات المتحدة قديمآ بالاتحاد السوفييتي في حرب مرهقة مع الأفغان ، تفرجت روسيا على حروب واشنطن في العراق وافغانستان، وهاهي تنظر بفرح لحرب الولايات المتحدة وحلفائها ضدالصين.
ورفقة تسير بخطى ثابتة نحو المكان الذي يرى الروس انهم يستحقونه، والكلام هنا عن عديد الروس والتشجيع الشعبي لبوتين وليس وحده.
ففي شهر نوفمبر تشرين الثاني من عام 2021 ، نشرت احد المجلات الامريكية"فارن فريز" نداءآ تحذيريآ للبيت الأبيض من تجاهل ما أسمته الخطر الروسي ، المقال المطول كتبه كل من مايكل كوفمان مدير برنامج الروسية في مركز التحليلات البحرية واندريا كندر تايلور مديرة برنامج الأمن عبر الأطلسي في مركز الأمن الامريكي الجديد، وتحذيرهما الذي اطلقاه كان هو"" عودة سياسة روسيا القديمة المتجدده وليس من بوتن نفسه وأضافا ان على أمريكا والعالم الا يتوقعا المواجهة مع الغرب بمجرد مغادرة الرئيس بوتن لمنصبه لأن سياسة بوتن الخارجية تحديدا تتمتع بدعم واسع بين النخبة الحاكمة في البلاد ، لذا فأن اي خلافات مع الولايات المتحدة ستبقى قائمة"".لذا من وجهة نظرهما هو محاسبة روسيا قبل احتلالها لندن اوروبا والسيطرة عليها.
فعودة الدب الضال كثير من الروايات والأفلام تحدثت عن فكرة الابن الضال المستوحاة من الكتاب المقدس وفي أحد الروايات المستوحاة للكاتبة الأمريكية دانيال ستيل تدور أحداث الرواية حول اخوين توأمين مختلفين تمام الاختلاف مما جعلهم أعداء في صغرهم ليترك أحدهما المنزل ثم يعود بعد عشرين عامآ إلى منزله بداية يلقى الاستقبال الحار من أخيه ثم ماتلبث الخلافات أن تعود بينهما وكما كان قديمآ وعلى مدار اكثر من نصف قرن الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة توأمان يحكمان العالم
غاب الاتحاد السوفييتي قبل أكثر من ثلاثين عامآ وهاهو يعود للمطالبة بمقعد سبق له وأن فقده فيما يشبه عودة الدب الذي ضل طريقه لكنه وجد من يعيده ويدله على وجهته ولعل بوتن ظاهريآ هو من أعاد الدب إلى طريقه لكن في روسيا نسخ عديدة من بوتين يحلمون بمجد دولتهم وعودة امبراطوريتهم لقمة عالم تربعت على عرشه ، قوى يعتقد الروس أنهم أولى منهم وهذا مايعملون على تحقيقه