نيروز الإخبارية : بقلم العميد م حسن ابو زيد .
نيروز الاخبارية : شهيدنا البطل سيرته تفوح في ديمومة التاريخ تتناقلها حناجر الأطفال ، انطلق مقاتلاً هاتفاً نشيد المجد عندما تصدى للدفاع عن ثرى الوطن ، فكان الشامخ في إحباط محاولتهم وتلقينهم درساً في المقاومة وحب الوطن ، تحلَّى شهيدنا منصور كريشان بصفات عديدة تجلَّت بالتواضع والإيثار واحترام الناس والقيادة الفذة ، وكان يحدوه الأمل بأن يفعل شيئاً لفلسطين حيث كان هاجسه دائماً .
ولد في مدينة معان العروبة منطلق الثورة وتلقى علومه في مدرستها الأميرية حتى عام 1945 ، ثمَّ التحق بمصنع الرجال بالجيش العربي في 19 آذار 1950 م ، وانضم إلى سلاح اللاسلكي وبقي جندياً في الكتيبة التاسعة حتى نهاية 1950 ، اشترك في القتال ضد هجوم لواء المظليين على بلدة قلقيلية يوم 10 تشرين ثاني 1956 ثم تدرج بالرتب العسكرية إلى أن صدر قرار بتعينه قائداً لكتيبة الحسين الثانية في عام 1965 برتبة رائد ركن ، وبعد معركة حزيران 1967 استلمت الكتيبة واجباتها في وادي الأردن في منطقة أم قيس الجبلية المطلة على طبريا وبيسان .
بينما كان الرائد منصور في المواقع الأمامية للجيش الأردني بين جنوده مجاوراً لنهر الأردن القريب من قيادته في منطقة أم قيس يراقب ويرصد أرتال العدو وتحركاتهم لتحديد مواقعها على الأرض بهدف تمرير المعلومات إلى القيادة ، حيث قصفت مدافع الدبابات والمدفعية الأردنية العدو ناراً مدمرة ، ورغم ضراوة التبادل المدفعي والقصف الصاروخي الجوي من طائرات العدو ، إلاَّ أنَّ القائد منصور كريشان ثبت وجنوده ، وهم على بعد أمتار من نهر الأردن ، وتمترس خلف رشاش مقاوم للطائرات بجانب سيارة القيادة يصوب نيراناً غزيرة على طائراتهم التي قذفت صواريخ حارقة على المواقع الأردنية ، وأصيب القائد وجنوده في موقعهم المتقدم إصابات مباشرة من صواريخ طائرات العدو ليسقط شهيداً على الأرض التي أحبها في 15/2/1968 ، فكانت الشهادة التي أرادها، هادياً للأجيال القادمة سراجاً منيراً تاجه أكاليل الغار على جسده الطاهر ، صورة الماضي تتجلى في سيرة الشهيد البطل منصور كريشان من الأراضِ التي دافع عنها منذ أن كان جندياً في الجيش العربي / القوات المسلحة الأردنية الباسلة .
وفي قاعة جامعة الحسين بن طلال وتخليداً لذكرى الشهيد منصور كريشان والشهداء الذي سقطوا معه فداء لثرى هذا الوطن أطلق اسم الشهيد على العديد من المواقع وبعض الشوارع في مدننا تكريماً له لما قدم فداء للواطن، كما أطلق اسمه على أحد المعسكرات في قواتنا المسلحة تخليداً له وكرامة لروحه الطاهرة .
بقي أن نقول أن واحداً من أبناء شهيدنا البطل سار على نهج والده الشهيد وخطى خطواته في طريق العز والكرامة إنه العميد مازن منصور كريشان l مدير التوجيه المعنوي سابقا ويعتز بما قدمه والده رحمه الله في سبيل الدفاع عن الوطن .
رحم الله الشهيد البطل وأدخله فسيح جنانه إنه نعم المولى ونعم النصير.