لاشك كل واحد منا عايش أو سمع حالات انتحار بعضها تمت وبعضها نجا من قاموا بتلك الفعلة المحزنة، وسبق أن رصدت من خلال عملي في الصحافة عدة نماذج، أولها قامت بها موظفة في إحدى الوزارات، حيث رمت بنفسها من على سطح الوزارة ذات الستة أدوار في صباح الدوام ، بعد انتحارها تبين أنها كانت قد لفت حول عينيها ربطة عنق والدها التي احضرتها معها من البيت، معظم من قابلتهم من زملائها أكدوا لطفها وعدم ملاحظاتهم لأية مشاكل في شخصيتها أو شكواها من شيء.
المحاولة الثانية كانت لطفلة في الثالثة عشر من عمرها، اعتلت بيت درج منزلهم المكون من طابقين في منطقة الحسين، تجمهر الناس ورجال الأمن لثنيها عن رمي نفسها، كانت تريد الانتحار لأن والدها ووالدتها تشاجرا وتركت الوالدة البيت، جاءت والدتها ووقفت مع والدها أسفل البناء قطعوا وعداها بالعودة وعدم الإنفصال،إلا أنها لم تصدق، أحضرت الشرطة صديقتها التي بنفس عمرها واصعدوها إلى سطح المنزل، نجحت الصغيرة بمشاغلتها حتى تمكن رجل أمن من الإمساك بها من الخلف وإنقاذها.
الحالة الثالثة لرجل من عائلة اعرفها، كان يعيش حياة طبيعة ورب لإسرة من أروع مايكون، إلا أنه يمر في أوقات متباعدة بحالة مرضية نفسية مما يضطر عائلته لإغلاق منافذ البيت كي لا يخرج، لأنه حاول غير مرة عندما يعاوده المرض رمي نفسه في بئر قريتهم تحديدا.
سمعت أيضا شكوك بعض الناس ممن عايشوا قصص انتحار أن بعضها كان عبارة عن جرائم وقعت على اشخاص كالشنق بحبل أو الحريق بالنار والحالة الأخيرة كانت تقع للنساء أكثر من الرجال.