قد يتبادر الى ذهن القارئ ان الوطن المسلوب هو من تم الاعتداء عليه من قوة خارجيه واحتلاله والسيطرة عليه سيطره تامه كما حدث في فلسطين ودول اخرى .
هذا صحيح ولكن ايضآ قد يكون الوطن محتلآ ومسلوبآ من الداخل ، حيث تسيطر عليه مجموعة متنفذه تملك القوه العسكريه والاداريه ( وتحت سمع وبصر ممثلي الشعب ) بحيث تستنفذ مقدراته لصالح فئة دون غيرها .
يحدث هذا في الاغلب في الدول المسماة دول العالم الثالث او ( الدول النايمه ) ، التي تدعي الديمقراطية شكلآ لا مضمونآ وتتلاعب بمقدرات الشعب دون رقيب او حسيب .
فالبرلمانات او مجالس الشعب فيها ليس لديها القوة لاتخاذ قرارات مصيريه او تغيير الامر الواقع ، ولا تملك قوة التشريع ، انما هي مظهر خارجي للتباهي فيه عبر وسائل الاعلام المرئية والمقروءة لتكون مطهرآ زائفآ لديمقراطية زائفه .
وللاسف فان الدول التي تتمتع بالديمقراطية الحقيقيه ( كدول اوروبا واميركا ) هي من تدعم هذه الفئة من الفاسدين ، فمن عبرهم تسيطر على خامات هذه الدول لصالحها وتستنزف مقدراتها .
الشعب الذي يبتلى بهذه الأفة تنحدر فيه القيم وتتلاشى فيه الاخلاق ويصبح الظلم والفقر فيه هما الغالبان ، ولا يملك هذا الشعب لنفسه في هذه المرحله لاضرآ ولا نفعا وليس لديه بديل الا ان يصمت وان - نبح - فلن يجد اذانآ صاغيه بل قد يزج المعارضين في غياهب السجون بتهم الارهاب والتعامل مع جهات خارجيه .
حتى وان انتفض هذا الشعب فانه لن يحصل الا على الويل والثبور وعواقب الامور ومزيد من الفقر والقهر .
ان المخططين لهذا لن يسمحوا للشعب بالوصول الى غاياته بالعيش الكريم تحت اي ظرف من الظروف .
هذه الشعوب المذكورة ( المقهوره ) لم توجد في اوروبا او اميركا بل في قارات حكم عليها بمصير اسود مثل الشعوب التي تعيش في قارتي اسيا وافريقيا وبعض الشعوب العشوائيه المنتشرة هنا وهناك .
وكلما انتفض شعب ما للمطالبة بحقوقه تتدخل الدول الكبرى لكبح جماح هذا الشعب حتى يكون عبرة لغيره من الشعوب التي تتطلع للحرية والعيش الكريم ، فتحجم الشعوب الاخرى عن القيام باي خطوه حتى لايكون مصيرها مثل مصير هذا الشعب ، على مبدآ ( ماهو موجود خير مما هو قادم ) .
الا ان الذي غفل عنه الطغاة ان مصير الجميع في النهاية هو الموت ، وان ما اخذته اليوم ستدفع ثمنه غدآ شئت ام ابيت ، فالجميع الى زوال وان الحساب قاب قوسين او ادنى .