مايحدث على الحدود الشمالية هي عمليات تهريب مخدرات واسلحة منظمة تقودها عصابات من خلال تقنيات تهريب عالية المستوى عبر الحدود السورية والعراقية مع ان هذة العمليات في الشريط الحدودي السوري اكثر بكثير من نظيرتها في الشريط الحدودي العراقي ، نظرا لما للجنوب السوري من خصوصيات جغرافية خاصة به فضلا عن تنامي النزاع الذّي يعتبر رافدا أساسيا من روافد "تماسك” نشاط التهريب بشكل عام في عدد من مناطق الجنوب الشرقي .
أغلب مهرّبي السلاح والمخدرات هم من أبناء المنطقة ولا يسمحون للغرباء بالاقتراب من مناطق نفوذهم التي يبسطون عليها سيطرتهم منذ عقود من الزمن بموجب اتفاقيات بيْنية معقّدة تشمل القبائل الممتدّة على الشريطين الاردني السور ي و يزاول هؤلاء المهّربون نشاط التهريب (بشكل عام) منذ سنوات في إطار عائلات تهريب مترابطة، تعتمد أبرز رموزها أسماء حركيّة للتمويه والتخفّي على غرار "عمل العصابات المنظمة ، تعاون المدنيين مع الاجهزة الامنية صعب في هذة المناطق على اعتبار أنّ الإتيان على ذكرها علانية قد يكلّف صاحب الفِعلة حياته وهناك "خشية” لدى السكان المحليين من الاقتراب من "جمهورية المهرّبين” خوفا على سلامتهم وسلامة عائلاتهم من جهة، واتّقاء للمشاكل من جهة أخرى على اعتبار "النفوذ الواسعة لهؤلاء المهربين وقرب بعضهم من شخصيات مرموقة” تعمل على اطلاق سراحهم والتوسط لهم .
يطلق على ممن يمتهن عبور الحدود للتهريب اسم " حمالة " اي بمعنى اخر هم من ينقلون المواد المهربة من الجانب السوري الى الجانب الاردني مقابل اجر على كل حمولة وغالباً ما يكون هولاء الاشخاص من فئة الشباب لا تتجاوز اعمارهم الخامسة والعشرون عام وهم مقتادون من قبل كبار التجار. الذي يتعاملون في عقد الصفقات مع عصابات داخل لبنان وسوريا. واغلب هذة المواد المخدرة قادمة من مصانع تحت حكم حزب الله اللبناني او عصابات منظمة مسيطرة وهناك عددمن كبير من المصانع داخل سفن في البحر كما ان هناك مصانع اسلحة اتوماتيكية واكبر مصنع موجود في منطقة البوكمال ( الحدود السورية العراقية ) .
اغلب عمليات التهريب تصل الى الحدود الاردنية تحت حراسة مشددة من عناصر مدربة وعلى كفاءة قتالية عالية ومسلحين باسلحة ومعدات متطورة بما فيها اجهزة الرؤيا الليلية وهم من يؤمنون الحماية لنقلها عبر الاراضي السورية وحتى تسليمها بالقرب من الحدود الاردنية .
من الضروري الان تغيير المهمة لقوات حرس الحدود ولا بد من تقدير موقف عملياتي يحاكي السيناريوهات المُحتملة ويجنب حدودنا ويلات هذة العصابات ففي ظل هذة المعطيات يجب الحرص على ان قواعد الاشتباك لا تنتهي على حدودنا وعلينا ان نحافظ على مسافة آمنة بحدود الخمسة كيلومتر داخل الاراضي المجاورة وضرب من يحاول التقرب الى مناطق النفوذ هذة أكثر من حرصنا على الوقوف مستكنين وان نلجا للحماية التعرضية لا من أجل مساحات واسعة لا فائدة منها، بل لتحاشي اَي تهديد خارجي .