قال"نبيل أبوالياسين" الحقوقي والباحث في الشأن العربي، والقضايا العربية والدولية، في تصريح صحفي صادر عنه اليوم«السبت» للصحف والمواقع الإخبارية، إننا نشهد على أوقات محفوفة بالمخاطر بالنسبة إلى حرية الصحافة، فقد قتل ما لا يقل عن 11 صحفياً في"أوكرانيا" في الأسابيع الأخيرة، وأصيب أكثر من 11 آخرون، كما تعرض غيرهم للإختطاف والاعتداء، ولا تزال الصحافة الحره تحفها المخاطر في كل مكان.
وأضاف"أبوالياسين" أن الكرملين شدد في روسيا قبضته على المجتمع المدني، بما في ذلك من خلال تمرير قانون "المعلومات المضللة” الذي يهدف إلى إسكات من يجاهرون بالحقيقة، وقد إتخذ الصحفيون الروس، وغيرهم من العاملين في وسائل الإعلام الروسية خياراً صعباً بالفرار من بلادهم عند مواجهة خيار القمع، والرقابة أو التهديد بالإنتقام، متسائلاً أين الجهات المعنية من حماية الصحافة الحره، والصحافيين.
مضيفاً: أن هذا هو الثمن الذي يدفعه العاملون في مجال الإعلام، وعائلاتهم لكشفهم قصة حرب "بوتين" الغير مبرره، والوحشية، والظالمة في أوكرانيا، وهو الثمن الذي يدفعه الصحفيون حول العالم عند تكريس حياتهم لإبقاء العالم مطلعاً، ومشاركته الحقيقة التي تدور على الأرض، فضلاً عن أنهم عيون الحقيقة الذين يغطون الحرب ويكشفون الفساد، ويوثقون الأضرار البيئية، ويناصرون المهمشين، ويدافعون عن مجتمعاتنا، ويحاسبون الأقوياء، فيتعرضون في كثير من الأحيان للقتل، والسجن والاغتصاب، والتهديد والمضايقة بسبب كل ذلك.
متواصلاً: ويتم إستهداف الصحفيات اللواتي طالما شكلن أقلية في غرفة الأخبار بشكل غير متناسب في هذه الهجمات، وسواء عبر الإنترنت أو على أرض الواقع، والذي يعُد إنتهاك صارخ لحرية الصحافة، وحقوق الإنسان الذي حث على إحترامهما الميثاق العالمي في الأمم المتحدة الذي وقعت عليه كل الدول.
وأن مع كل صحفي يُقتل أو يُمنع من ممارسة مهنته بالترهيب أو الترويع، يفقد العالم شاهداً على الأوضاع الإنسانية، وكل إعتداء يشوه الواقع ببث جو من الخوف، حيثُ توافرت في السنوات الأخيرة أدلة واضحة، ومثيرة للقلق على حجم، وعدد الإعتداءات التي تستهدف السلامة البدنية للصحفيين والإعلاميين، والأحداث التي تؤثر في قدرتهم على ممارسة عملهم بحرية، ومنها التهديد بالمقاضاة، وعمليات الإعتقال، والسجن التي يتعرضون لها، والتدابير المعرقلة المتخذة لمنعهم من مزاولة عملهم الصحفي.
فضلاً؛ عن عدم التحقيق في الجرائم المرتكبة في حقهم، وعدم مقاضاة المسؤولين عن هذه الجرائم، وقد عمدت المنظمات الدولية الحكومية، والمنظمات غير الحكومية، والرابطات المهنية، وغيرها من الجهات المعنية إلى إسترعاء، للفت إنتباه المجتمع الدولي إلى هذه الأدلة مراراً وتكراراً.
وقد أصدر الرئيس الأمريكي "جوبايدن" بياناً صحفياً في 3 مايو الحالي عقب اليوم العالمي للصحافة، وإستنكر فية الأعمال الوحشية التي يتعرض لها الصحافيين، في جميع دول العالم وخاصةً الدول التي تمر بصراعات ونزاعات سياسية، وأضاف؛ أن الصحافه ليست عدواً لاي شعب، بل على العكس تماماً أنهم حماة الحقيقة حسبما قال.
وأشار"أبوالياسين" إلى تقرير منظمة اليونيسكو والتي تقدر أن 85 بالمئة من سكان العالم قد شهدوا إنخفاضاً في حرية الصحافة في السنوات الخمس الماضية، ولذلك أعلنت في القمة الأولى للديمقراطية في ديسمبر الماضي عن سلسلة من المبادرات الجديدة، وبدءاً من برامج جديدة لحماية الصحفيين من الدعاوى القضائية غير المشروعة، وصولاً إلى تأسيس التمويل للصندوق الدولي لوسائل الإعلام ذات المصلحة العامة.
مشيراً: إلى أنه ومروراً بتوسيع نطاق الدعم للمراسلين المعرضين للخطر، وهي مبادرات ترفع من إلتزام الولايات المتحدة المتجدد بدعم التقارير المستندة إلى الحقائق، ووسائل الإعلام فضلاً؛ عن عدم التحقيق في الجرائم المرتكبة في حقهم، وعدم مقاضاة المسؤولين عن هذه الجرائم، وقد عمدت المنظمات الدولية الحكومية، والمنظمات غير الحكومية، والرابطات المهنية، وغيرها من الجهات المعنية إلى إسترعاء، للفت إنتباه المجتمع الدولي إلى هذه الأدلة مراراً وتكراراً. في مختلف أنحاء العالم، وتلعب الحكومات الأجنبية، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص أيضاً أدواراً مهمة في الحفاظ على هذا العمل الحيوي، وأكدت؛ أن الولايات المتحدة على إستعداد لتكون شريكاً في كافة هذه الجهود.
ت
كما أشار: إلى المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تكفل سلامة الصحفيين، ومكافحة إفلات قتلتهم من العقاب وتعُد عاملين أساسيين في
حماية الحق الأساسي في حرية التعبير، وتمثل حرية التعبير حقاً من الحقوق الفردية التي لا يجوز أن يُقتل أي شخص في العالم بسبب ممارستها، وهي أيضاً حق جماعي يزود السكان بما يحتاجون إليه من قدرات عن طريق تيسير الحوار، والمشاركة والديمقراطية، ويتيح بالتالي تحقيق التنمية الذاتية والمستدامة حسب نص المادة.
وأثنى"أبوالياسين" على شجاعة الصحفيين في مختلف أنحاء العالم، وتضحياتهم المستمره، وعلى كل من يسعون جاهدين لإبلاغ الآخرين، وتثقيفهم وتنويرهم، وأن عمل وسائل الإعلام الحرة، والمستقلة مهم الآن أكثر من أي وقت مضى.
وأكد"أبوالياسين" أنه ليست الصحافة الحرة عدو لأي شعب ولا أي نظام، بل هي على العكس من هذا تماماً هي حارسة للحقيقة عندما تكون مدفوعة بالسعي إلى التنوير، والتثقيف بدل التشويق، أو الترفيه، لذا؛ ينبغي علينا، وعلى الجميع أن نبذل المزيد من الجهود بشكل جماعي لحماية، وسائل الإعلام المستقلة، وضمان إستدامتها، ومحاسبة من يسعون إلى إسكات الأصوات الأساسية للحكم المستجيب، والشفاف والجدير بالثقة، ويجب أن نكون قادرون على تحقيق ذلك.
مؤكداً: أن إنعدام حرية الصحافة، يحول دون بناء مجتمع يضم مواطنين، واعين ونشطين وملتزمين، فعندما يعمل الصحفيون في ظروف آمنة، يكون من الأسهل على المواطنين الإنتفاع بالمعلومات الجيدة، والمفيدة، وتصبح أهداف كثيرة قابلة للتحقيق، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، ضمان الحكم الديمقراطي، والحد من الفقر، وحماية البيئة، وتحقيق المساواة
بين الجنسين، فضلاً عن تمكين النساء، وتحقيق العدالة، وبناء ثقافة حقوق الإنسان.
كما أكد: أن مشكلة الإفلات من العقاب لا تقتصر على عدم التحقيق في الإغتيالات التي يقع ضحيتها الصحفيون والإعلاميون، فإن الحد من قدرتهم، على مارسة حرية التعبير يحرم المجتمع بأكمله من إسهاماتهم الصحفية،
وهو أمر يترتب عليه تأثير أوسع نطاقاً على حرية الصحافة بحيث يؤدي جو التخويف،والترهيب، والعنف إلى إنتشار رقابة ذاتيَّة الرأي، وتعاني المجتمعات في ظل هذه الظروف بسبب إفتقارها إلى ما تحتاج إليه من معلومات لإطلاق العنان لكامل قدراتها.
وختم"أبوالياسين"تصريحه الصحفي قائلاً؛ إن الجهود المبذولة للحد من ظاهرة الإفلات من العقاب فيما يخص الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين يجب أن تقترن بوجه أعم بالجهود المبذولة لمساندة المدافعين عن حقوق الإنسان وحمايتهم، وإضافةً إلى ذلك، ينبغي ألا تقتصر حماية الصحفيين على الأشخاص المعترف بهم رسمياً كصحفيين، بل يجب أن تشمل أيضاً مجموعة أخرى من الأفراد، بما في ذلك الإعلاميون على مستوى المجتمعات المحلية، والمساهمون في صحافة المواطن، وغيرهم
من الأشخاص الذين قد يستخدمون، وسائل الإعلام الجديدة للتعبير عن آرائهم بطريقة حضارية لاتضر الشعوب.