صعقت صباح الامس عندما علمت بخبر استشهاد الصحفية شيرين ابو عاقله , والتي كنت اعرفها انها فلسطينية والتي لم اكن اعرف انها مسيحية ، ولم يكن يهمني ان اعرف ذلك . بل يكفيني انني كنت اعرف انها حاربت العدو الصهيوني وعلى مدى خمسة وعشرين عاماً ، ومن على خطوط التماس والصدام الاول ، وهي ترصد اعتداءاته بالرصاص المعدني والمطاطي على الفلسطينيين المطالبين بحقهم بالحياة ، وحقهم في وطنهم . وقد وثقت الشهيدة المسيحية الديانة ، العربية الانتماء ، الفلسطينة والاردنية الجنسية من خلال مايكرفونها ، والكاميرا التي كانت تصور الاحداث التي ترصدها ، الكثير عن عمليات الاعدام الميداني من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني للمواطنين الفلسطينيين العزل من السلاح . الا اذا كان حجراً او مقلاعاً . ونشرتها امام العالم اجمع . وكانت هي وزملاءها يكشفون فاشية ونازية قوات الاحتلال على الملئ كله . لذا فقد كانت هي وزملاءها هدفاً مفضلاً للجنود الصهاينة ، حيث ثم قتل خمسة وخمسين صحفياً منهم على الاقل خلال السنوات الماضية ، و اصابة الالاف منهم باصابات مختلفة اما من خلال لضرب المبرح ، او باستخدام الطلقات الحية والمطاطية . كما تعرض الصحفيين والمؤسسات الصحفية الفلسطينية للمضايقات والملاحقات والاعتقالات دون النظر الى دينهم . ودائماً ما كان يتم نسبة هذه الحوادث لمصادر نيران فلسطينية عشوائية ، كما حصل مع الطفل الشهيد محمد الدرة بالرغم بأن الحادثة بالصوت والصورة كانت تثبت استهداف الطفل ووالده وبشكل متعمد من قبلهم .
وقد ملك رئيس وزراء هذا الكيان الصهيوني الجرئة الكافية ليدعي ان الشهيدة اصيبت في نيران مسلحين فلسطينيين كانوا يطلقون نيران اسلحتهم بشكل عشوائي على قوات الاحتلال خلال اقتحامها لمخيم جنين الفلسطيني . ثم ليتابع ادعائه بالقول بأن المعطيات لدينا تشير الى ان الصحفية قتلت بنيران الارهابيين ( ويقصد بذلك المجاهدين الفلسطينيين المدافعين عن ارضهم وبيوتهم و مخيمهم ومقدساتهم) واضاف بالقول انني ادعم جنودنا وسنواصل حربنا على الارهاب . اي انه سوف يدعم اطلاقهم الرصاص الحي على من يريدون ، وان يقتلوا من يريدون ، ما داموا فلسطينيين مسلمين كانوا ام مسيحيين .
وليتحدث بعد ذلك الناطق الرسمي باسم الجيش الصهيوني أفيخاي ادرعي ليقول بأن التقديرات الاولية تشير وخلافاً لما ينشر على وسائل الاعلام العربية بأن المراسلة الصحفية الفلسطينية قتلت نتيجة نيران مسلحين فلسطينيين في مخيم جنين . وقام بنشر فيديوهات لطرق ودخلات فرعية في المخيم ، ادعى ان مسلحين فلسطينين كانوا يختبؤون فيها ، ويطلقون منها النار بشكل عشوائي . وان احدى هذا الرصاصات اصابت الشهيدة شيرين . ليرد عليه صحفيون إسرائيليون ان هذه الاماكن كانت خالية من المسلحين الفلسطينين ، كما انها كانت بعيدة عن مكان استشهاد الصحفية ، وليست في مرمى نظر ونيران من يتواجدون فيها . فيما الفيديوهات المصورة للشهيدة وهي ملقاة على الارض لم تظهر تواجد مسلحين فلسطينيين بالقرب منها . وانما بعض الشباب الفلسطيني ممن كانوا يحاولون انقاذها واخلائها مضحين في سبيل ذلك بأرواحهم ، فيما الصهاينة يطلقون الرصاص عليهم . كما ان شهادة الصحفيين المرافقين لها وملابسهم اثبتت انهم كانوا يرتدون الملابس الخاصة بالصحفيين ، ويقفون بشكل مكشوف امام قوات الاحتلال وعلى بعد عدة امتار منهم يرصدون الاحداث ، عندما بدأت رصاصات القناصة الصهاينة تنهال عليهم . فاصيب المنتج علي السمودي واستشهدت الصحفية شيرين .
كما ان الكنيست الصهيوني ادعى انه يشعر بالحزن على مقتلها ، والذي قال انه تم برصاص فلسطينيي ، خلال تبادل النيران بين الصهاينة والفلسطينيين .
وقد ادعى الجانب الصهيوني انه طلب القيام بتحقيق مشترك لتبيان الحقيقة والتي يريدونها كما يرغبون ، ولكي يقوموا بتزوير الوقائع كعادتهم ، وليقولوا ان الرصاصة التي قتلت الشهيدة رصاصة فلسطينية ، ومن سلاح فلسطيني وبيد فلسطينية ، كما سبق وان فعلوا في قضية اصابة صحفي اجنبي برصاصة مباشرة في منطقة القلب كادت أن تؤدي بحياته لولا عناية الله ، حيث ادعت السلطات الصهيونية ان مصدر الرصاصة فلسطيني ، ولما تم استخرج الرصاصة من جسده بعد الحادثة بسنتين تبين انها رصاصة صهيونية ومن سلاح صهيوني وقد تحدث هو بنفسه عن هذه الحادثة امس على شاشة الجزيرة .
والذي اثارني اكثر من اطلاق الصهاينة النار على الشهيدة ، ( فهذا امر متوقع منهم واعتدنا عليه ) هو انه و وسط هذه المشاعر الجياشة على استشهادها ، صدرت تلك التعليقات السخيفة والتي تدل على عقليات مريضة متخلفة ، والتي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل اشخاص ينكرون عليها استحقاق شرف الشهادة ، او حتى الترحم عليها ، كونها مسيحية مشركة كما غردت بذلك المدعوة احسان الفقية ، والتي تصف نفسها بأنها صحفية اردنية اسلامية مستقلة متجاهلة تغنيها بداعشيتها فبل سنوات ، وتمجيدها لهذا التنظيم الارهابي . وانها كتبت مقالاً قالت فيه نعم انا اناصر الدولة الاسلامية ، وان المسلم الموحد المؤمن بما جاء في القرآن الكريم ليس له مفر من التعاطف مع داعش . وفي مقال آخر قالت ان داعش هي الاسلام ، ولا نريد ان يبقى الاسلام حراً يقرر المسلمون فيه ما هو الاسلام ، بل نحن من يقرر لهم ما هو الاسلام . وناشدت اهل السنة في العراق دعم داعش وان ينضموا لعضويتها .ثم تحولت لتمجيد اردوغان والاخوان المسلمين والاسلام السياسي التركي ، وللترويج للخلافة العثمانية الجديدة والقيام بالتعرض للجيش المصري ، ودولة الامارات والتهجم على النظام الاردني .
وكما تم اعادة نشر فتاوى شيوخ التكفير وليس شيوخ الاسلام ، من قبل اشخاص اعتادوا ان يعزفوا هذه المعزوفة كلما توفي مسيحي سواء اكان في سبيل الدفاع عن الوطن او تعرضه للقتل او موت طبيعي .
قد ينتقد البعض على ما قلته في مقالتي ، وقد يتهمني البعض بالكفر ، ولكني اقول لهم انتم من جعلتم من التكفير عقيدة و نشرتموها بين المسلمين ، وجعلتم منهم مجاهدين وقاعدة ونصرة ودواعش وارهابيين و وهابيين . ووضعتم بين ايديهم سلاحا وسيوفاً وسكاكين يقتلون فيها من هم ليس من ملتهم مسلمين ام غير مسلمين . و استبدلتم دين الله ، دين المحبة والتسامح بدين كره وحقد . ان الاسلام بٌعث رحمة للعالمين ، والرحمة تشمل جميع من على الارض ، باستثناء من هم في حرب علينا ، وان روح الاسلام النبيلة تنص على الرحمة والمساواة بين الجميع ، وان الترحم على الجميع من سنة الله عز وجل ( تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الارض ألا إن الله هو الغفور الرحيم ) صدق الله العظيم ( سورة الشورى - الآية الرابعة ) . وان رسول الله عندما ضربه قومه وسال دمه ، مسح دمه وقال اللهم اغفر لقومي فأنهم لا يعلمون .( وهم كانوا على دين الكفر ) . وان الترحم على حياة العالمين هي سنة رسول الله حيث استغفر لاشد اعدائه . وقال تعالى لا تستوي الحسنة بالسيئة ادفع بالتي هي احسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم . ( سورة فصلت آية 33 ) .: الترحم على الاموات من جميع الملل ممن لا توجد بيننا بينهم عداوة او قتال هي من سنن النبي صل الله عليه وسلم ، وهذا هو الاسلام الحقيقي ، يا من تدعون انكم تعرفون الاسلام .
وعليكِ رحمة الله ورضوانه شيرين نصري أنطون ابو عاقله شهيدة الواجب ونشر جرائم الفاشية والعنصرية والنازية الصهيونية ، والتي بعملها هذا هي افضل بملايين المرات ممن يقولون بعدم جواز اطلاق لقب الشهيدة عليها وعدم جواز الترحم عليها او التعزية بها لانها ليست على دين الاسلام ، وهم لم يقدموا للاسلام ولاوطانهم شروى نقير
ومن اراد ان يكفرني ويبيح دمي لما قلت فأرد عليه افعل ذلك فعلى الاقل تعطيني فرصة لالتقي عند رب العالمين بالشهيدة شيرين لاطبع على حبينها قبلة اعتذار عن الاسلام وجميع المسلمين .