الذي حدث؛ نعشٌ أعزل لا يملك من مقوِّمات المقاومة إلّا جناحي الجماهير العزلاء فيأتي سلاح الانتعاش لتنكسر خطّة العصابة السلّابة النهّابة بكل ما معها من دجيج السلاح العالي الجودة؛ لينفرط مَخزيًّا بالصوت والصورة ويعلن من غير لسان: إني انهزمتُ أمام صبيّة فلسطينيّة والعالم كلّه توحّد الآن بالبصاق عليّ..!
ما فعلته شيرين بعد موتها؛ عجزت عنه جيوش وأساطيل.. النعش حتى المرقد الأخير كان يقاتل بهدوء شيرين وابتسامتها وأغرق غطرسة الجبروت الواهم ببحرٍ من الوحل الذي سيكون علامةً فارقةً في أسرار الصمود الساحر حين تكون وحدة الجماهير على اختلافها بوصلةً واحدةً غير مشبوهةً لا تشير إلاّ إلى القدس الواحدة..!
مشهد النعش من رام الله إلى القدس له حكايات وحكايات.. له انتفاضات وانتفاضات في السنوات القادمات اللاخدّاعات؛ وسيعرف الذين تراجفوا من رؤية العلم الفلسطيني أيّ مزبلةٍ حقيقيّة سيسكنون..!
من الآن وصاعدًا حين تقول: شيرين.. لن يكون معناها إلّا التحرير والمقاومة وخزي الصهاينة.. شيرين فتحت باب الوحدة على مصراعيه لكي يجتمع أبناء فلسطين ويتعانقوا ومن ثمّ يتفقوا على برنامج النقطة الواحدة: فلسطين أولًا وأخيرًا..!
اليوم ذكرى اغتصاب فلسطين.. اليوم نكبتنا المتجدِّدة.. لكن اليوم يدخل إلى قاموس العالم أجمع كلمة واحدة هي شيرين وشيرين معناها: فلسطين من البحر إلى البحر..!
بالشهداء وحدهم ترجع البلاد.. وبنعوشهم نفضح الغطرسة حتى تسقط بهدير المعنويات العالية..
لله درّك من شيرين أتقنت الخبر والصورة حتى في الموت..