تستطيعون القول أن "عطبان" رجل من دراويش هذا الزمن ..بسيط لدرجة أنه يأكل عشاء البسة والبسة تكون فرحانة لذلك ..المهم ..لدى "عطبان" أقارب كثر يسافرون إلى "برّة" ويشتغلون هناك ..في كل مرّة يُلح عليهم يريد زيارة ..يريد أن يتفشخر بأنه سافر ولو على "برّة" ..!! خضع أحد أقاربه لإلحاحه ..أخذه إلى هناك؛ إلى "برّة" ..طار ال"عطبان" فرحًا ..ومع تعليمات صارمة صدرت إليه : ما تحكي مع حدا ..ما تفضحنا ..بدنا إيّاك ( صمٌّ بكمٌّ عميٌ ) ..مش تشرشحنا ببلاد الغربة ..الناس هناك يا "عطبان" بتمشي عَ الاتيكيت..وبتقعد عَ الاتيكيت ..مش تحكي عن نوكِلْ إللي نأكل ( نوتشل باللهجة الفلسطينية )..مش لمّا تعرق تروح بِـ ( رِدِنْ ) قميصك ماسح عرقك ..مش ..مش ومش ..وأعطوه كميّة لا بأس بها من المشّات ..!!
في "برّة" ..أرادوا الخروج في رحلة .."عطبان" معهم ..ومعهم أكابر من "برّة" ..أعادوا الوصايا عليه ..أوعى تحكي وتفضحنا ..قال لهم : خذوني ورح أبيّض وجهكم ..!!
طوال الطريق يسمعهم يقولون : الأميص عن القميص ..التريئ تَويلة يعني الطريق طويلة ..وسمعهم يقولون عن المُحْقان مُحْآن ..!! وصلوا للمكان ..أرادوا أن ينصبوا خيمة الرحلة ..وأخذوا في شد الحبال ..أعطوا ل"عطبان" جزءًا من المهمة ..و "عطبان" طوال الطريق و لغاية شد الحبال صائم عن الحكي خوف الغلط ..خائف أن يفضح أقاربه ..وهو يشد الحبل ويحاول تثبيت الوتد بالأرض ؛ أراد أن يطلب ( شاكوشًا ) ..حاول أن يستعمل لغة الإشارة ؛ بس ما حدا ملتفت له ..أخيرًا قرّر أن يتكلّم ولكن دون أن يفضحهم ؛ فقد عرف الطريقة التي يتكلّمون بها ..نادى بأعلى صوته و قال: ممكن حدا يعتيني / يعطيني ؛ شاؤوش ..يقصد شاكوش ..!! الكل ترك الحبل الذي بيده وانبطحوا على الأرض يضحكون على "عطبان" الذي أراد أن يكحلها فراح عاميها بلمرّة ..!!
"عطبان" ..هنا ..و"عطبان" هناك ..و"عطبان" في كل مكان ..وإن كان ل"عطبان" ألف عذر للشاؤوش الذي دقّه في اللغة ..ولكن ..كم "عطبان" بين ظهرانينا ..وكم راعي غنم ترك العصا و الهش بها على الأغنام وأصبح ( طنطًا ) يعرف ( التيتة و التاتة) ولا يعرف الجدة ..يتقن ( مَريس ) الدعارة الجديدة بعدما أضاع من بين أصابعه ( مريس الجميد ) ..!! الله يا "عطبان" ..هات شاؤوشك واضرب به أُم رأسنا..لعلنا نفيق ..!!