منذ دخول العالم اجمع بالعصر الحديث والذي اطلق عليه بالعصر الرقمي نتيجة ثورة المعلومات التي ليس لها حدود , وانعكست بشكل ايجابي وكبير على تطور وسائل العلم والمعرفة والتدريب والتأهيل في العالم اجمع , لتواكب هذه الدول المستجدات التي اشبه ما تكون بفيضان ضخم من المعلومات والبيانات من خلال الشبكة العنكبوتية " الانترنت " , وهذا التطور الكبير اجبر العالم على التعامل مع هذه التكنولوجيا باساليب حديثة ومهارات جديدة ومتطورة , فظهر ما يسمى بمهارات القرن 21 .
مهارات القرن 21 تتالف من عدة جوانب رئيسية حيث اشتملت على جانب التعلم والابداع والاعلام والمعلومات , والمهنية والحياة , ولكل جانب اضاءات هامة ابرزها من الجانب التعليمي : التفكير الناقد وحل المشكلات ,والابداع والابتكار , والتواصل والتشارك والتفاعل , ومن جانب الاعلام والمعلومات يتم الاهتمام الكبيربالثقافة الاعلامية والرقمية والمعلوماتية , ومن جانب المهنية والحياة حيث المرونة والسعادة والتكيف والتعليم الذاتي المستمر , والشفافية في التأمل والانتاجية بكفاءة وامانة , والقيادة وتحمل المسؤولية بكل جدارة واتقان.
الجانب التعليمي على سلم اولويات الحكومة الاردنية , فعندما نقارن بين التعليم التقليدي والتعليم الحديث في القرن الواحد والعشرين فيما يتعلق بالطلبة , فطالب في النظام التعليمي التقليدي يتصف بالعديد من الصفات واهمهما انه يتلقى المعلومات من المعلمين كما هي بدون اي تحليل او تفكير ناقد ,ويعمل بمفرده ويعتمد على غيره في جمع المعلومات وحل الواجبات سواء داخل البيت او المجتمع , ويجيب على الاسئلة الموجهة اليه كما هي في الكتاب او كما سمعها من غيره من الطلبة او المعلمين , يعتمد على الاخرين ولا يبحث عن المعلومة , بالاضافة الى انه سلبي في معظم الاحيان و لا يثق بفسه وغالبا ما يكون في حالة خوف وتردد في كل شيء .
بينما الطالب في النظام التعليمي الحديث في القرن الواحد والعشرين يتصف بالعديد من الصفات الهامة التي عنوانها التميز والابداع , فتجد الطالب ايجابي في كل المواقف وفي حالة انتباه شديد وتفاعل اثناء الحصة الصفية , يستمع جيدا ويسال ويناقش ويشارك ويتعاون مع الاخرين في حل الدروس والواجبات ويحل المشكلات بكل جدية واهتمام ويصل الى المعلومة بمختلف الطرق والاساليب الحديثة والمتطورة , بالاضافة الى انه يعيش حالة من السعادة والتفاعل والثقة بالنفس .
ولم يقتصر الامر على الطالب فقط , بل شمل كذلك دور المعلم في التعليم , حيث اختلف الدور كليا ما بين النظامين , حيث ان المعلم في النظام التقليدي صارم وشديد في مختلف المجالات , و يعتمد على اسلوب التلقين في ايصال المعلومة او البيانات كما هي بدون زيادة او نقصان , وهو من يطرح الاسئلة والاستفسارات , والتواصل والاتصال غالبا يكون ما بينه وبين الطالب فقط , بالاضافة انه يقوم على فرض نظام تعليمي قاس ومتعب من الواجبات والدروس المنزلية للطلبة , ولا يستخدم الطرق الحديثة في تكنولوجيا المعلومات في البحث والتحري عن المعلومة في كثير من الاحيان .
بينما المعلم في النظام التعليمي الحديث يستخدم مهارات القرن الواحد والعشرين ويتصف بالعديد من الصفات واهمها المرونة والتفاعل وتهيئة اجواء من الفرح والسعادة قبل البدء باعطاء الحصة الصفية , ومراجعة الدروس والواجبات السابقة بشكل سريع ومتقن , ايجابي وميسر , ويتواصل مع الطلبة في مختلف المجالات , ويركز على الانشطة التفاعلية ويفتح المجال امام الطلبة لطرح الاسئلة والاستفسارات والعصف الذهني والتحليل العلمي الدقيق للمعلومة , ويعتمد على التكنولوجيا في كثير من الامور فيما يتعلق بالبحث والحصول على مزيد من المعلومات والبيانات .
مهارات القرن 21 تعد من اهم طرق النجاح في الحياة , و المدارس التي تحفزالعمل بموجب هذه المهارات سيكون لديها طلبة مفكرون يمتلكون المواهب ويعالجون مشاكلهم بانفسهم وبطرق ابداعية , اذكياء في التعامل مع التقنيات الحديثة ويستخدمون المهارات الاعلامية والرقمية والتقنية في عملهم , وفي بداية الطريق العملي الجاد ستكون النتيجة طلبة يتميزون بالطلاقة الرقمية والاتصال التعاوني وحل المشكلات افي مختلف المجالات.