نحتفل اليوم بالذكرى الاستقلال السادس والسبعين" ٧٦" للملكة الاردنية الهاشمية. و الاستقلال لم يأتي بسهوله.بل كان ضمن تحديات منها الداخلية والخارجية ومنها مواجهة اصحاب الفكر المتطرف والفكر الذي من وجهة نظرهم بأنه السيادي الذي يسعى بموجبه لتحقيق مآربه الخاصة .والتي تم مواجهتها من قبل الملك المؤسس "رحمه الله". بالوعي والمعرفه والحكمة والبصيرة .علما بان الدول الاستعمارية سيطرة على الموارد الطبيعية للدول التي استعمرتها، وكذلك سيطرة على الفكر، ولكن الاردن بفضل قيادته الهاشمية الواعية استقلت في اتخاذ القرار في جميع عناصر قوة الدولة . حيث الدول التي تفقد الإستقلال في القرار لا يمكن أن تنمو في الفكر، ولا يمكن أن توضع على خريطة العالم الفكرية.
و الإستقلال ، هو حرية الراي وانطلاق الفكر في ظل التطور التكنولوجي وإنفتاح الحدود الجغرافية أمام الفكر الواعي ، وقبول الرأي والرأي الآخر، ومحاربة الخوارج الذين أساءوا لانفسهم اولا ، ويروا بان فكرهم هو الصحيح وفكر غيرهم باطل . وبدل ان يستغلوا فكرهم ، في دفع عجلة نمو وازدهار الوطن ،اصبحوا عائق وعنصر احباط في مواجهة التحديات والتهديدات على مستوى الوطن .
إستطاع جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين -حفظة الله ورعاه- من خلال حكمته وبصيرته وسياسته وفكره، أن يضع الاردن في مصاف الدول المتقدمة . علما بان الأردن لا تملك الموارد الطبيعية التي تساهم في بناء عناصر قوة الدولة. ولكنها تملك القيادة الواعية بفكر جلالة الملك، حيث استطاع جلالته استغلال الموارد البشريةفي وضع الخطط الاستراتيجية لتعزيز بناء الدولة.
طرح جلالته في المنتدى الإقتصادي العالمي شعار ( تمكين الأجيال نحو المستقبل) ودعا إلى إشراك الشباب في الرأي وصياغة القرار الإستراتيجي، لكي يكون هناك قرارات مشتركة بين مختلف الأجيال . و في كلمة سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد - حفظه الله ورعاه- من خلال كلمته الرئيسية في الجلسة الإفتتاحية لأعمال المنتدى الإقتصادي العالمي في البحر الميت ، وفي جميع لقائه مع اصحاب الفكر من الشباب وغيرهم من اصحاب العلم والمعرفة والخبراء في مجال عملهم . أشار سمو ولي العهد،بأن الشباب يمثل الأغلبية في الوطن، وبانهم ولدوا في عالم يتسم بالتحول المتسارع في عصر التكنولوجيا وعصر الإبتكار والإبداع الفكري . لذلك لا بد من إشراك الأجيال الحالية في صياغة القرار الاستراتيجي على مستوى الوطن.
وفي النهاية: لا بد من إحترام فكر الشباب وأن نخاطبهم بالفكر الحالي المعاصر. وفي جميع توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني - حفظة الله ورعاه- ومن خلال ما طرحه في الأوراق النقاشية حيث أشاد جلالته بالشباب وبأجيال المستقبل.ويجب ان لا نضع العصى في الدولاب. لمقاومة التغيير الذي لا ينسجم مع الفكر الذي يتبناه اصحاب المصالح الشخصية والخاصة . والذين يسعوا لمقاومة النجاح ومحاولة احباطة اذا لم ينسجم مع فكرهم الرجعي .
الدكتور مفلح الزيدانين / لواء متقاعد
متخصص في التخطيط الاستراتيجي وادارة الموارد البشرية