بقلم اللواء الركن المتقاعد الدكتور صالح لافي المعايطة
* الاستقلال هو السيادة والقرار والارادة والشخصية الوطنية للدولة والشعب.... ، ومن هنا أقول ان يوم 25 أيار من كل عام هو مناسبة وطنية عظيمة وجليلة في قلوب ووجدان الأردنيين....لأن هذه المناسبة تحكي قص وطن بني بإرادة وعزم قيادة هاشمية وشعب منتمي ووفي من خلال 4 عهود هاشمية جسدت حب الشعب الاردني لارضه ووطنه فتشكل الانتماء للوطن، والتفاف الشعب حول قيادته الهاشمية التي تحضى بشرعية تاريخية وشرعية دينية وشرعية دستورية وشرعية شعبية لا مثيل ...ليتشكل الولاء والوفاء ، وهذه العهود الهاشمية الأربعة ساتوقف عندها من خلال محطات تاريخية مضيئة نفاخر الدنيا بها :
ا. العهد الهاشمي الميمون الأول..بدأ مع اعلان إمارة شرق الاردن عام 1921، وتكلل هذا العهد الهاشمي بالإعلان استقلال المملكة الاردنية الهاشمية في 25 أيار 1946 حيث اعتلى جلالة الملك عبدالله الأول عرش المملكة الاردنية الهاشمية اعتبارا من 25 أيار من عام 1946 ، وهذا هو العهد الهاشمي الميمون الأول لتبدأ مرحلة التأسيس وتثبيت أركان الدولة وسمي الملك الشهيد المؤسس حيث استشهد جلالته على أبواب الاقصى والذي كان برفقته حفيده الحسين بن طلال الذي نجا باعجوبة وبرعاية الله.
ب. العهد الهاشمي الميمون الثاني ....وهو عهد الملك طلال"صانع الدستور" رحمه الله ، والذي امتد من عام 1951 ولغاية منتصف عام 1952 ، وفي هذا العهد تم إعداد الدستور الأردني الذي اصبح من أرقى الدساتير العالمية .
ج. العهد الهاشمي الميمون الثالث وهو عهد "الباني" الملك الحسين رحمه الله والذي امتد من عام 1952 ولغاية عام 1999 ، حيث استطاع جلالة الملك الحسين رحمه الله ان يقود المملكة الاردنية الهاشمية في المجالات السياسية والاقتصادية والاحتماعية والتكنولوجية والدبلوماسية والعسكرية والامنية والتنموية وعلى كافة المستويات ليبني دولة ناجحة بكل المقاييس حيث لمس المواطن الأردني وعاش هذه التحولات والنقلات النوعية ، حيث انتقل الاردن في عهد الحسين العظيم من بلد محدود العدد والعدة إلى بلد يمتلك القدرات والخبرات والكفاءات التي ساهمت في تنمية وتطوير العديد من دول الإقليم والعالم، فمن مدارس كانت بعدد أصابع اليد في اربعينيات وخمسينيات الى 8 آلاف مدرسة وملايين الطلاب والطالبات والاف المعلمين والمعلمات واصبح الاردن من اوائل الدول علما وتعليما، وهذا يمكن قوله على المستوى التنموي والاقتصادي والعسكري والامني. ومن جيش صغير ومحدود القدرات إلى جيش يشار له بالبنان والفخر والقوة ومن أقوى جيوش المنطقة .
د. العهد الهاشمي الميمون الرابع عهد سيدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين " عهد المعزز" والذي اعتلى عرش المملكة الاردنية الهاشمية من عام 1999 , ليحمل الأمانة والرسالة ليستمر على خطى الهاشميون الاوائل ويعزز ثوابت الاستقلال ويحول كل التحديات التي يمر بها إقليم الشرق الأوسط ، الى فرص يمكن البناء عليها بما يخدم الأهداف والمصالح الوطنية للمملكة الاردنية الهاشمية، ومن خلفه ولي عهد امين شاب امير هاشمي اسمه " الحسين بن عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه " الذي تربى في مدرسة الهاشمين ، المدرسة الجامعة لا المفرقة ، المدرسة الوحدوية لا الانفصالية ...مدرسة التسامح والإنسانية.... وها هو جلالة الملك عبدالله الثاني يواصل العمل على المستوى الإقليمي والدولي داعيا إلى امن واستقرار المنطقة والاقليم وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال الشرعية الدولية وحل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية .
* عندما نحتفل بالذكرى ال 76 للاستقلال يجب أن نربطها مع مؤية الدولة لنستذكر تضحيات ملوك بني هاشم وتضحيات الآباء والاجداد الأوائل ونستذكر تضحيات جيشنا العربي على أسوار القدس والشيخ جراح واللطرون وباب الواد والسموع والكرامة والجولان، نستذكر الشهداء الابطال الذين اسندوا أسوار الأرض باجسادهم وصدورهم ليكتبوا التاريخ بفوهات بنادقهم وهدير دباباتهم وازيز طائراتهم .
* وهنا وفي هذه المناسبة الوطنية الأغلى على قلوبنا علينا أن نقف تحية اكبار واجلال لنشامى الجيش العربي عاملين ومتقاعدين واجهزتنا الامنية حاملي الرسالة والأمانة وشعار جيشنا العربي ليكونو شامخين بشموخ الوطن وقبادته....ونبارك لهم انجازاتهم على المستوى الدولي خلال عملهم مع قوات حفظ السلام ، وتوقفت عند عينة من الأسماء الذين كرمتهم الأمم المتحدة قبل فترة لعملهم المميز واخلاصهم وهم العقيد طارق صياح سليمان النعيمات، والرقيب عوض رائد عوض الشلول....والاسماء كثيرة ..وهذا تكريم للاردن وقيادته..، حيث كانت ولا زالت قواتنا المسلحة من أفضل وأكثر الدول التي تشارك في عمليات حفظ السلام ومثلت الاردن خير تمثيل سياسة وسلوكا وانضباطا..وافتخر انني كنت من الذين شاركوا في مهمة مراقب في إحدى المهام في عمليات حفظ السلام للامم المتحدة في تسعينيات القرن الماضي.
* الاردنيون في ذكرى الاستقلال يقولون إننا نجود بكل شيء إلا تراب الوطن، وأن الاستقلال نبتة طيبة لا تنمو الا في تربة التضحيات ، ونقول للقاصي والداني ان الأوطان التي تكتب اسماؤها بالدم لا يمحوها التاريخ فلا يوجد في انفسنا الا الأردن وطنا وابا الحسين ملكا وقائدا للمسيرة.....وفي هذه المناسبة نؤكد ان ثوابت المملكة الاردنية وقيادتها الهاشمية كالجبال العالية يصعب التسلق والمزايدة عليها، وكالمنارات الشامخة تعمي الأبصار لمن يحاول المساس بامنها واستقرارها.
* لدينا والحمدلله قيادات ورموز وطنية ومصادر قوة وصناع تاريخ مجيد وبيوت كرامة واعتزاز يترفعون عن التنكر ويبتعدون عن الانحدار ولا يتدحرجون ولا يرتدون، يبتعدون عن الانحدار ولا يتدحرجون ولا يرتدون بعد إيمانهم بالله وانتماءهم لوطنهم وولاءهم لقيادتهم الهاشمية....
* في الختام وفي هذه المناسبة ادعوا إلى بذل وتوحيد الجهود في الدفاع عن الوطن والقيادة والدستور ونبذ الجدل العقيم وجلد الذات والخلاف السقيم والابتعاد عن التناحر والكف عن التشهير والتجريح والتحريض ، لأننا في الاردن أسرة واحدة يرعاها ملك واب واحد وهو جلالة الملك عبدالله الثاني/ ابا الحسين حفظة الله ورعاه ...
حمى الله الوطن والقائد والجيش والشعب الوفي....وكل عام وانتم والوطن بالف خير
بقلم اللواء الركن المتقاعد الدكتور صالح لافي المعايطة/أبوظبي