أضع بين يديكم رسالة وصلتني من (الأخ ثابت التاج) يطالبني فيها بتصحيح أو بنشر رسالته.. ولأنني لا أرى نفسي بعد مراجعة أنني قد أخطأت لأصحِّح فإنني أنشر رسالته التي تعترض على جملة واحدة في مقالتي "مصالحات بالجملة" :-
(( تحياتي لك أستاذ كامل
اطلعت على بعض كتاباتك ، وعلى بعض منشوراتك على حسابك في الفيسبوك ، ولكنني لم أشاهد أية حلقة من تلك التي تقدمها على التلفزيون .
بادئ ذي بدء، أنا لست أديبا بأي صورة من الصور ، ولكن حظي من الأدب الأخلاقي وافر والحمد لله، وعلاقتي بالأدب المتعارف عليه علاقة المتذوق الذي تأبى عليه ذائقته القبول إلا بالكلمة الراقية معنى ومبنى ، ولا أظنك تخالفني الرأي بأن هذا النوع من الذواقة للأدب هم الوجه الآخر له ، بل قل جناحه الآخر حيث الأديب (كاتبا أو شاعرا أو روائيا) هو الجناح الأول، وقد يكون هذان الجناحان جناحا صقر أو جناحا غراب .
أكتب لك هذا على الخاص لما لاحظته في مقالك هذا من عبارة :
إن الصلح ليس خيرا ، ولكنه شر لا بد منه
إن هذه العبارة تخالف نص القرآن الكريم ، حيث يقول الله تعالى:
والصلح خير
وأخشى أن يوافق ما ذكرته في مقالك قول الشاعر :
"إن كنت لا تدري فتلك مصيبة ...
وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم"
أظن أن الكاتب مهما كان نوع كتابته ليس حرا في كل ما يكتب ، بل تحوطه بعض القيود والاعتبارات التي لا يستطيع تجاوزها، ومنها معتقدات الناس وثوابت مجتمعهم ، وهذا مثال على ذلك ، وإن حصل من الكاتب تجاوز لهذه القيود والإعتبارات ، فإن الناشر (وهي الدستور في حالتنا هذه) يجب أن يكون له دور في إعادة الأمور إلى نصابها.
لا أدري أين سيقع ما كتبته بالنسبة لك ، فإن كنت توافقني فإن في ظني أن هناك فرصة للتصحيح ، أما إن كنت لا توافقني فإنني أطلب منك نشر رسالتي هذه في الدستور ، من باب حق القارئ في الرد .
أشكر لك سعة الصدر التي أتوقعها في استقبالك لهذه الرسالة ، وأرجو لك التوفيق والسداد في ما تنشر .
ثابت التاج (أبو سامي) ))
انتهت الرسالة. هل الصلح مع الأعداء خير أم شر؟ هل الصلح مع القتلة والمجرمين خير أم شر؟ هل الصلح مع داعش خير؟ هل الصلح مع المثليين والشواذ خير؟ هل وهل وهل.. ؟؟؟ الصلح خير الواردة في القرآن الكريم كان لها موضعها الخاص الذي تفهم من سياقه والحدث الذي يناقشه؛ أمّا أن أعمّم الجملة على كل شيء فهذا خارج سياق العقل والمنطق.. ويحق لي في هذا السياق أن أردّ على صاحب الرسالة استشهاده الشعري لابن القيم:
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة ...
وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم"
وأقول له: يسعد قلبك؛ راجع متى يكون النصّ مقيداً ومتى يكون مفتوحاً..؟ وشكراً لحسن النيّة..