ان الدور الكبير للقوات المسلحة الاردنية في حفظ السلام واحقاق الحق واعادة الحقوق المغتصبة الى اصحابها ما هو الا جزء بسيط يذكر من رسالة الاردن السامية للعالم اجمع والتي ينادي فيها بحرية العيش والتعايش والامن والامان للكل مواطن يعيش على هذه البسيطة بكرامة وانفة , وهي ترجمة لرؤى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وصولا الى عالم ينعم بالامن والسلام والمحبة والتآخي والتعاضد والتكافل الاجتماعي .
ان القوات المسلحة الأردنية يوما بعد يوم ما زالت تقدم قوافل الشهداء من الاردنيين البواسل من أجل كرامة الانسان والسلم والأمن الدوليين , وبين الحين والاخر تطالعنا الأخبارالمحلية والعالمية عن مواقف الرجال وتضحياتهم البطولية من ابناء الاردن ابناء الجيش العربي المصطفوي , رسل المحبة و السلام , فيوم امس سجل العالم بحروف من نور , وفي صحيفة من ذهب , تضحية جديدة لجنودنا البواسل في جمهورية مالي , اثناء قيامهم بواجبهم الانساني والاخلاقي , حيث تعرضت دورية" قوة الانتشار السريع مالي/2 " اثناء عملها الرسمي لهجوم مسلح نتج عنه استشهاد البطل الرقيب علي جمعة شحادة الجوابرة وإصابة زملائه الرقيب صهيب صلاح قفطان الزعبي والرقيب أحمد حابس خليف القبلان .
ان هؤلاء الرجال العظماء الكبار , الشهداء من ابناء الجيش العربي , هم امتداد لأحرار الثورة العربية الكبرى بيقادة الهاشميين منذ ذلك التاريخ وصولا الى القائد الفذ والحكيم والصلب صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه , وبفضل القيادة الهاشمية واهتمامها الكبير اصبح الجيش العربي المصطفوي قوة ضاربة في كافة المجالات وله بصمات كبيرة في نشر السلام والأمن والأمان للبشرية اجمع .
نعم هؤلاء هم أفراد القوات المسلحة الاردنية " الجيش العربي " مستودع الخبرة المميزة في قوات حفظ السلام في مناطق النزاع في العالم , الذين أثبتوا كفاءتهم وخبرتهم وفاعليتهم في مواقع المسؤولية ضمن مناطق عملهم واختصاصهم , وذلك انطلاقا من الثوابت القومية والإنسانية التي تميز بها الأردن قيادة وشعبا وحكومة، وتعود هذة المشاركة إلى السمعة الطيبة للقوات المسلحة الأردنية لما تتمتع به من حسن التدريب والكفاءة المهنية العالية بتوجيهات القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية الجيش العربي وبدعم من رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف احمد الحنيطي وارث مباديء الثورة العربية الكبرى التي انطلقت أساسا للحفاظ على الهوية والكرامة الإنسانية.
من هذا الموقف الجلل لا يسعنا الا ان نتقدم بمزيد من الحزن والأسى وبقلوب مليئة بالإيمان بالله عز وجل وراضية بقضائه وقدره بأحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة إلى القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية وإلى ذوي الفقيد باستشهاد الرقيب علي جمعة شحادة الجوابرة سائلين الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويغفر له ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان , ونرجو من الله العلي العظيم ان يمن على الرقيب صهيب صلاح قفطان الزعبي والرقيب أحمد حابس خليف القبلان بالشفاء العاجل والصحة والعافية .
إن القوات المسلحة الأردنية " الجيش العربي ", هي الوجه المشرق للمملكة الأردنية الهاشمية , وتتميز بالمستوى العالي من القوة والضبط والربط العسكري , و القوات المسلحة الأردنية شامة على جبين الوطن وبكل فخر واعتزاز يحق لنا ان نفخر ونباهي العالم بهم وبانجازاتهم التي لا تعد وتحصى وتضحايتهم التي رسمت البسمة على قلوب الكثير في دول العالم , فلهم ترفع القبعات وتنحني الهامات احتراما وعرفانا وتقديرا . حمى الله الأردن وقيادته الهاشمية العامرة ليبقى الذراع الأقوى والأكبر في نشر السلام والأمان والاستقرار.