لم يكن خافياً منذ القديم أنَّ مجدَ الرب يملأُ كل الأرض، وهذا ما كشفه الله لنبيه إشعياء النبي من الأنبياء الكبار في العهد القديم في رؤيا عندما رأى السيد الرب جالساً على عرشه وأذياله تملآ الهيكل.
فمجد الرب في كل البلدان ويغطي كل وجه الأرض وليس مقصوراً على فئة دون أخرى أو شعب دون آخر، ودورنا ورسالتنا أن نظهر عظمة مجد الله في وسط كل الشعوب والأمم لتعطي مجداً لله. فالله القدوس الذي تفوح منه رائحة القداسة والمحبة والعظمة تملئ عالمنا وتدعونا لأن نعيش في طريق القداسة والمحبة والعظمة الناجمة عن التواضع وخدمة الناس ورفعة شأنهم..
وما مسيرة السيد المسيح إلا إظهاراً لهذه القداسة ولهذه المحبة ولهذه العظمة التي تشمل جميع بني البشر، فليس ثمة شعب أفضل من الآخر أو جنس أرقى من من غيره أو إثنية متفوقه على غيرها بل الجميع على قدر واحد في نظر العلي القدير، ومدعوون ليعشوا مجد الرب في وسطهم.
والخطر الذي يداهم عالمنا هو إدعاء البعض بتفوقهم العرقي أو الإثني أو الروحي مما يخلق حالة من الكبرياء الروحية التي لا تختلف عن روح الفريسي الذي يرى نفسه محور الكون وليس الله، فيسقط من النعمة الإلهية وتكون حياته مجرد تديّن كاذب مخادع فقط لكسب رضى الناس واحترامهم.