بالرغم من قساوة العيش، ومكابدة ضروف الحياة الصعبة إلا أن مجتمعنا الأردني يزخر بقصص نجاح شبابية كثيرة،لأولئك الذين اتخذوا التحدي والعزم شعارا لهم ،ففي كل يوم تلد الأردنيات رجالا يصنعون من المحن منحا ويذللون الصعاب .
انطلق الشاب الأعزب محمد الأسمر من سكان مخيم البقعة في محافظة البلقاء ،وعامل الوطن في منطقة بسمان في عمان يغير واقع حياته وينهض بنفسه نحو معالي الأمور .
الأسمر لم يتخل عن حلمه بإنهاء دراسته وظل يراوده الأمر حتى قدم الثانوية العامة للعام ٢٠١٦ وبعدها للجامعة ، لم تكن المهمة سهلة بالطبع كان العائق المادي يشكل عقبة كبيرة خصوصا في الجامعات الأهلية واضُطر لأخذ قرض لا يزال يسدده.
كان التنسيق بين العمل والدراسة يشكل عبئا كبيرا على عاتقه حيث كان عليه أن يذهب للجامعة صباحا لحضور المحاضرات وبعدها للعمل من الساعة الثانية مساء حتى العاشرة ليلا ومتابعة الدراسة تكون فقط فترة الليل ومن اللافت أن الأسمر لم يتعرض لأي شكل من أشكال التنمر فترة دراسته بل لاقى الدعم والتشجيع من عائلته وزملائه ،وهذا ليس غريبا على مجتمع البسطاء في وطننا الحبيب ،
الأسمر مثال على الشباب الذين يتجاوزون المحن بل و يثيرون الشغف ويدفعون الطموح في الآخرين ،ففي الوقت الذي نلحظ فيه زيادة نسب الانتحار والتي تُبرر بقلة الفرص وانعدام الأمل نجد قامات أردنية ترفع راية التوكل على الله والعزم على تحقيق الأهداف وتجاوز كل أسباب التثبيط والعراقيل للوصول للنجاح.
هذه قصة واحدة فقط وفي الوطن عشرات القصص التي تحكي صبر السنين وتتوجها تيجان الإنجاز.