لقد أتضح الآن بشكل كبير أن أمريكا وبريطانيا لا يريدان أن تنتهي الحرب الروسية ضد أوكرانيا بشكل عاجل، وهذا دليله أنهما إلى الآن لم يُرسلا أي أسلحة هجومية قوية أو طائرات مقاتلة لردع وصفع العدوان الروسي الظالم على أوكرانيا، على الرغم من أن الجيش الروسي يتمدد شيئاً فشيئاً في الإستيلاء على المدن الأوكرانية التي من ناحية حدوده، خاصة وأنه الآن بدأ بقصف وتدمير مدينة خاركييف! وأمريكا وبريطانيا يتفرجان على قتل الشعب الأوكراني على الرغم من أنهما قادرتان بسهولة دعم الجيش الأوكراني البطل بطائرات وصواريخ وأسلحة أخرى تفتك بالجنود الروس .
يريد الأمريكان وبريطانيا أن يطول أمد الحرب حتى يستنزفون القوة العسكرية والإقتصادية لروسيا على مهل، حتى تصل روسيا إلى حضيض السقوط الأخير ، وهذا بمشيئة الله سوف يحدث، لكن تلك الفترة التي سوف تطول فيها الحرب في أوكرانيا سوف يكون حطب نارها الشعب الأوكراني والمدن الأوكرانية للأسف الشديد !
منذ بداية الحرب الروسية ضد أوكرانيا كل يوم وكل حدث وكل موقف وكل تصريح وكل فاتورة .. تدل أن فرنسا وألمانيا ليسوا صادقين في وقوفهم الحازم الواضح المتين مع أوكرانيا، وهذا يذكرني برد الشاعر الفرزدق عندما إلتقى به الحسين رضي الله عنه في الطريق، حيث كان الفرزدق عائداً من مدينة الكوفة، والحسين رضي الله عنه كان متجهاً من المدينة النبوية إلى الكوفة، وذلك لأن أهل الكوفة طلبوا من الحسين أن يأتيهم لكي يناصرونه ويقفون معه في قضيته التي تنازع فيها مع معاوية رضي الله عنه.
سأل الحسين رضي الله عنه الشاعر الفرزدق: ما وراك يا أبا فراس؟ فقال الفرزدق: أَصْدُقُكَ؟ قال الحسين: نعم، الصِّدْقَ أُرِيدُ. فقال الفرزدق: "إن أهل الكوفة قلوبهم معك، وسيوفهم مع بني أُمية"! وبني أُمية هم أهل معاوية.
وكذلك حال ألمانيا وفرنسا، يتباكيان على ما جرى لأوكرانيا، بينما سيوفهم مع بوتين .