بقلم: الدكتورة سهام الخفش
نستقبلها بصرخة ونودعها بابتسامة؟
ابنِ لحياتك فلسفة خاصة بك ، تبدو حياتنا بهذا الشكل، وما بين الصرخة وابتسامة الوداع رحلة الحياة، كل منا يسطرها ويزخرفها بما يشاء، وفي النهاية الحياة والموت هما لغزان، ما زلنا نبحث عن إجابات لهما ولم نصل بعد.
في بيوت العزاء غالبًا ما نسمع بأن المتوفى كان _ مبتسمًا ومرتاحًا – وربما لأني عشت التجربة مؤخرًا ، وهي العبارات الأكثر تكرارًا من أهله المقربين، إضافة إلى عبارات أخرى قد تكون من نسج الخيال كجرعة تلطيفية من وجع الفقد ومرارة الموت.
استوقفتني هذه العبارة كثيرًا، فعلًا هل نأتي إلى الدنيا بصرخة ونودعها بابتسامة وفرحة؟ .. وهل صرخة الحياة تعني الخوف والرعب للدخول إلى عالم مجهول، وأن ابتسامة الوداع تعني الراحة والهدوء لإنهاء العقد الإنساني ما بين المتوفى والبشرية.
والله أعلم ... لا أريد البحث في أمور لا أعلمها، ولكن ما يهمني هو كيف يُمضي الإنسان منا رحلة عمره؟.
إذن حياتنا قصيرة مهما طالت أو قصرت وهي مرآة لتفكيرنا
ألا تستحق منا أن نعيشها بسلام واستقرار داخلي؟ ألا تستحق منا التفكير والتأمل والسعي لاكتساب الخبرات وإتقان فن الحياة؟.
في حضرة الموت والحياة، يخلص بك إلى أنه لا يُحتمل أن يكون للكون إلا نظامًا واحدًا، وعليك أن تساوم الحزن وتجد معنى لحياتك؟.
لا تتوقع حياة مستقرة بدون هدف وفلسفة معلنة.
إنّ اغتنام فرصة الوجود الفردي الوحيد المتاح لك من أجل الاستمتاع بكلّ لطائف الاختبارات الحياتية.
لسنا ممن يبحث عن العيش البيولوجي وتنفس هواء الطبيعة فقط، فلتكن حياتك مختلفة واسعَ دومًا إلى تحقيق ما يسمى بالحياة الناشطة، لإتاحة الفرصة لأن يُنضج وعيه ، ويُغني فكرَه، ويُصلح مقامَه، ويضبط إيقاعَه، ويُثمر عملَه، ويقوّم مسلكَه، ويُسعد كيانَه كلَّه في حدود المسؤوليات والتحدّيات والرهانات والإشكالات والتعقيدات التي يواجهها الفرد في معترك نضاله الجسدي النفسي الروحي اليومي. بفضل الفلسفة يستطيع الإنسان أن يفكّر من غير أن ينظّر، وأن يحلّل من غير أن يجرّد، وأن يربط من غير أن يعقّد، وأن يَعقل من غير أن يعتقل الحياة ويأسرها في مبتكرات قاموسه الفلسفي.
المرء منا يحتاج دائماً إلى تثبيت دعائم هذا النوع من الأمن و السلام في داخله . كن أنت المعين لنفسك والداعم لها.
.
.