تداول آلاف المدونين في مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، رسالة مكتوبة بخط اليد لمريضة تودع فيها زوجها، وسط عبارات تعاطف وإشادة بعلاقة الزوجين التي لخصتها الزوجة الراحلة ببضع أسطر.
وتعود الرسالة للأكاديمية السعودية عزة صالح الرقيب الغامدي، وهي في الأصل رسالة صوتية أرسلتها لزوجها الشيخ خميس بن ناصر العمري ليرد عليها صوتياً أيضاً، قبل أن يدون ما دار بينهما بعد وفاتها.
وتم تداول الرسالة العام الماضي بكثير من التعاطف أيضاً، ووجدت هذا العام تفاعلاً لافتاً مرة أخرى بعدما استشهدت بها نخب سعودية تضم أكاديميين بارزين من مختلف التخصصات للإشارة إلى العلاقة الزوجية والأسرية الوثيقة والمترابطة..
وتثني الراحلة الغامدي في رسالتها على زوجها خلال حياة زوجية طويلة رافقها المرض، وتطلب منه مسامحتها عن أي تقصير، ورد الزوج في السياق ذاته عندما أثنى على زوجته وتمنى لها الشفاء بدلاً من الموت الذي كانت تتوقع قربه في رسالتها الأخيرة.
ونشر الشاعر المعروف، عبدالرحمن العشماوي، رسالتي الزوجين، وكتب معلقاً ”هاتان الرسالتان نموذج رائع للمودة والمحبة والرحمة والوفاء؛ عزة بنت صالح الرقيب الغامدي رحمها الله بعثت في مرضها برسالة إلى زوجها ورد عليها زوجها الشيخ خميس بن ناصر العُمَري، وفي الرسالتين مايغني عن الشرح. هكذا هي الأسرة المسلمة، أحسن الله عزاء زوجها وجميع أهلها".
وقال في تغريدة ثانية معرفاً متابعيه الكثر بالراحلة وعائلتها ”الأستاذة عزة بنت صالح الرقيب، هي بنت الشيخ صالح الرقيب أحد دعاة منطقة الباحة المؤثرين رحمه الله، وأخوها #أد_سعيد_صالح_الرقيب، وقد غرّد عنها مشيداً بفضلها رحمها الله د.#عبدالحميد_الكراني ، زوج أختها جزاه الله خيراً. نموذج لتلاحم الأسرة المسلمة نقدمه هدية للأزواج والزوجات".
كما نشر أستاذ الفلسفة والفنان السعودي الدكتور، صالح الشادي، رسالة الزوجة الراحلة على حسابه في تويتر، لتجد آلاف الردود والتفاعل من قبل مدونين يمثلون مختلف شرائح المجتمع السعودي، وقد اشتركوا في تعليقات لها السياق ذاته، حيث التعاطف والإشادة بالزوجة وعلاقتها بزوجها.
ويقول مدونون على صلة بالراحلة، إنها كانت مريضة بسرطان القولون لسنوات وقف فيها زوجها بقربها وساندها قبل أن تنتهي علاقتهما برحيلها بعد إرسالها تلك الرسالة الوداعية المؤثرة.
وكشف أستاذ الفقه، الدكتور عبدالحميد الكراني، جانباً من حياة الراحلة التي عرفها كونها شقيقة زوجته، وقال ”هذه الأستاذة عظيمة في النساء؛ غفر الله لها ورحمها. وهي أخت زوجتي أم أسامة، ومنذ وفاتها إلى يومي هذا لا يفوتني الدعاء لها في صلاتي فرضاً ونفلاً باسمها: (عزة الرقيب)، وقرنتها في دعواتي لها مع أمي غفر الله لها ورحمها، فلله درها معلمة ومربية غابت وما غابت مكارمها؛ بل كان لها عمراً آخر".
كما كشف الكراني عن ترجمة لتلك الرسالة باللغة الإنكليزية، وقال موضحاً ”وقد بلغت قصتها والتأثر بها الآفاق؛ حتى ترجمت باللغة الإنجليزية … فرحم الله عزة بنت شيخنا #صالح_الرقيب رحمة واسعة ومن ترك أثراً طيباً بعد فراقه هذه الدنيا الفانية".