أثار ظهور طائر الأبابيل فى الجزائر، رواد مواقع التواصل الاجتماعى، حول ما إذا كان الطائر الذى عثر عليه هو طائر الأبابيل المذكور فى القرآن فى قصة أبرهة الحبشى، التى أرسلها الله لحماية بيته العتيق من حملة الإمبراطور الحبشى لهدم البيت الحرام.
وغير الأبابيل ذكرت فى القرآن الكريم أنواع وأجناس متعددة من الطير، هى: السلوى، والبعوض، والذباب، والنحل، والعنكبوت، والجراد، والهدهد، والغراب، وأبابيل، وبلغ مجموع السور التى ذكر الطير فيها (12) سورة، أما الآيات التي تذكر الطير فى تلك السور فيبلغ مجموعها (17) آية، والتى جاء ذكرها ليس كما جاء بها القرآن الكريم فى التسلسل وإنما حسب ما جاء فيها ذكر الطير من مفاهيم.
وتحدث القرآن الكريم عن الطير فى أُطُرٍ وأغراض متعددة، فذكر منها عشرة أجناس، ذكرها كآية من آيات الله تعالى في خلقها وفي إمساكها وهى طائرة فى السماء، فقال تعالى: (أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [النحل: 79]، وذكرها تعالى كأمة من الأمم لها نظام حكيم فقال: (ومَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ) [الأنعام: 38]، وأنها من المسبحات لله تعالى تقوم بوظيفة التسبيح والتعظيم له تعالى، حسبما ذكر المؤلف محمد سعد خلف الله.
وكالطير الذى كان يردد التسبيح مع داود عليه السلام، وجنداً من جنود سليمان، ورزقاً طيباً أنعم الله به على بني إسرائيل، فالكل آية من آيات الله تعالى، وجند من جنوده، ومن الطيور التي ذكرت في القرآن الكريم طائر السَّلوَى، والذي جاء ذكره في قصة الأمة العجيبة أمة بني إسرائيل كنعمة أنعم الله بها عليهم، يقول تعالى: (وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (البقرة: 57).
وعلاقة الطيور بالأنبياء عليهم السلام، هى علاقة ودٍّ ومحبة، وتعاون، وتبليغ للرسالة السماوية التى كُلِّف الأنبياء بها، فعن سيدنا داود عليه السلام يقول الله تعالى: "ولقد أتينا داوود منا فضلا يا جبال اوبى معه والطير وألنا له الحديد" سبأ، كما ذكرها القرآن الكريم أن الطيور هى آية لهداية للمؤمنين قال تعالى مخاطباً الناس جميعاً : "ألم يروا الى الطير مسخرات فى جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن فى ذلك لآيات لقوم يؤمنون" النحل".
كما ظهرت الطيور معلماً للإنسان ومهذباً في بعض الأحيان، وكثيراً ما يأخذ الناس من الطيور والحيوانات دروساً وعبراً تفيدهم فى حياتهم، وقد سجل القرآن الكريم شيئاً من هذه القصص التي كانت موجهة للإنسان، فى الكثير من الآيات الكريمة، منها قصة الغراب المعلم فى، سورة المائدة قال تعالى: "فبعث الله غرابا يبحث فى الأرض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه".
عدد مرات ذكر أسماء طيور فى القرآن
الهدهد ذكر مرة واحدة وهو في قوله تعالى(وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ }النمل20، والغراب ذكر مرتين في قوله عز وجل (َبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ }المائدة31.
أما الأبابيل ذكرت مرة واحده في سورة الفيل ( {وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ }الفيل3، والسلوى ذكرت 3 مرات ({وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }البقرة57، الذباب ذكر مرتين في ({يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ" الحج73.