حتى يتم فهم تسارع التحرك العسكرى فى اوروبا وتنامي الحركة السياسية فى الشرق الاوسط فان على المتتبع المهتم العودة الى الوراء الى حيث معاهدة سيفر وملحقاتها فى لوزون ومردفها فى فرساي التى تم بموجبها حصر حدود القوه العسكريه المانيه فى الحدود الدنيا وتحديد التحرك العسكري التركي فى الاطر الدفاعيه الضيقه لاسيما وان من على ارضية هذه الاتفاقيات حددت معالم الجغرافيا السياسيه فى الشرق الاوسط وبينت شكل انظمتها الحاكمه .
وهى وان كانت هذة المعلومات متداولة الا ان ملابسات الظروف الزمانية تستحق التوقف والتنبه لكل مفصل من مفاصلها فان قراءة التاريخ تفيد فى فهم الحاضر وهى الصوره التى سيبني عليها تصور المستقبل القادم والعباره التى تشكل جملة البدايه وعنوان الروايه التى يقف عليها المعطي السياسي السائد .
ففى بداية العام القادم سبنتهى العمل باتفاقيه سيفر وتوابعها
وهذا ما يعنى ان هنالك الكثير من الدول ستنهى حالة التبعيه الامنيه للولايات المتحده وعلى رأس ذلك تاتي المانيا وتركيا وهو
ما يجيب على سؤال طالما تحدث عنه الكثير من المتابعين كانت عناوينه تقول لما كل هذا التدخل الامريكي والمكلف فى أوكرانيا واوروبا ؟! وما الذى سيحدث فى تركيا العام القادم ؟! وهى تستعد لانتخابات تاريخيه مفصليه ؟! وما مدى انعكاس النتائج النتوقعه من وقع هذا التغير على ميزان الاحداث فى المنطقه وهى اسئله مشروعه من المهم الاجابه عليها لفهم مآلات الاحداث وعناوين صورة المشهد الكليه .
فالولايات المتحده تدرك ان عناوين الخطوره تكمن فى المساله المانيا وباب القلق ياتي من البوابه التركيه فالمان قادرين على صناعة جيش قوي خلال فتره وجيزه كما هم قادرين على صناعة ترسانه نوويه واخرى تكنولوجيه رائده عسكريا اذا ما ان صبت جهود المانيا لبناء القدرات العسكريه وانتقلت عمليه التصنيع الالمانيه من الحاله المدنيه التجاري التى تقوم عليها المانيا بعلاماتها الفارقه فى بافاريا الى مكان اخر ربما للصناعات العسكريه ستكون فى دوسلدورف وهانوفر وهذا ان حدث فانه سينضم اليه الجانب الفرنسي وبقيه ارجاء اوروبا وهو ما يشكل خطر وجود على الولايات المتحده ويهدد مركزها ومكانتها .
وهو قد ما يجيب على سؤال المهم لماذا التدخل الامريكي فى أوكرانيا ولماذا استعاد الناتو بريقه بعد ما كان قد فقده منذ امد
بعيد الى الحد الذى جعل الرئيس ماكرون المستشاره ميركل يفكرون قبل عدة اعوام فى بناء جيش اوروبي لكن الاداره الامريكيه الجديده تنبهت الى ذلك فعمدت لرفع شعار العوده
لقيادة العالم من جديد لكن هذه المره ستكون عبر اوروبا وليس عبر الصين او روسيا وهى النقطه التى سجلت للاداره الديموقراطيه فى حواضن صناعة القرار الامريكيه .
بعد ما استطاعت هذه الاداره من السيطره على اوروبا عبر الناتو وحصر جيوب روسبا فى حرب اوكرانيا المكلفه لكن مسالة الدخول اليها كان واجب تمليه المصلحه الوطنيه العليا الامريكا وان كانت تبعاتها ستأثر على شعبيه جوبايدن وفريقه الا انها كانت الخطوه التى ينبغى اتخاذها والتى تم احتسابها لصالح الاداره الامريكيه على غير ما كان متوقع حيث رفعت شعبيتها التصويته على الرغم من مناخات غلاء الاسعار السائده .
وأما الباب الاخر فهو باب الشرق الاوسط الذى تشكل مركز قوته تركيا وليس ايران او اسرائيل كما يحلو للكثير من المتابعين الوصف هذا لان تركيا هى الدوله القادره على تحقيق حالة نهوض فارقه فى زمن قياسي قصير فهى الحليفه الاستراتيجيه لالمانيا متذ الحرب العالميه الاولي وهذا ما يجعلها تمتلك عمق استراتيجي مؤثر كما
هى قادره ان تعيد نتاج ذاتيه وجودها خلال مده قصيره كونها تمتلك ذاتيه حركه غير عاديه ومخزون استراتيجي هائل من الثروات والموارد البشريه المدربه .
هذا اضافه لمكان جغرافي استراتيجي و عامل اساس آخر يشكله ارثها الضارب فى التاريخ من واقع سيادتها على الشرق الاوسط واوسيا الاوسطي وشرق اوروبا لقرون عديده الامر الذى يجعلها تكون مؤثره الى حد كبير فى حال تم انتهاء من بنود اتفاقيه سيفر التى حددت دور تركيا ووظيفتها لكن العام القادم سيجعلها محرره من كل القيود التاريخيه .
ومن على هذه المعطيات تسعى الاداره الامريكيه للسيطره وفرض ميزان ضوابط جديده فى اوروبا كما تسعى الولايات المتحده على تشكيل بدائل اقليميه قويه بالمحتوى والمضمون فى الشرق الاوسط يكون ثلاثي الابعاد مركزه القاهره حيث الثقل المصري ومؤيد من الرياض بكل ثقل مالي وعمق لوجستي واما حواضنه السياسيه ففى عمان حيث عنوان التاريخ الهاشمي ومكان المطبخ السياسي وهو المثلث الذى سيكون قادر على ان يلعب الدور البناء فى تدعيم المكانه الجيوسياسي للمنطقه ورسم ميزان الاحداث .
وهذا ما سيجعل من مصر تشكل عامود الارتكاز فى بناء مفرده جديده بحيث تكون فادره كما ينتظر على مناوئة تركيا فى مكانتها وهو ما تقوم الولايات المتحده غلى ترسيمه قبل نهايه هذا العام وما كان بين جلالة الملك معالمه قبل سفره الى صن فالي عندما افصح عن مسالة تشكيل الناتو الجديد فى المنطقه .
وهذا ياتي فى سياق متصل مع قرار الكونغرس الامريكي الذى
قد اتخذ قرار بشقيه الديموقراطي والجمهوري الزم بموجبه البيت الابيض بضروره ربط شبكه الانذار المبكر المشتركه فى منطقه شرق المتوسط خلال مده لا تتجاوز 80 يوم وهو ما يعتبر بدايه صياغه عسكريه لمفرده امنيه موحد هذا اضافه الى تسارع الخطوات الانتخابيه لايجاد ارضيه برلمانيه دستوريه تتوائم مع اهميه تعزيز قدرته الانظمه على اتخاذ قرارات مفصليه بناءه ينتظر ان تغلق باب وتفتح باب اخر يحمل مفردات جديده وهو ما يعول للانتهاء منه قبل موعد اجراء الانتخابات التركيه العام القادم .
حالة الاوضاع هذه جعلت المحللين يتسابقون لبناء استخلاصات ذات عناوين محدده تقود بيت القرار لبناء تصورات تستخلص منها اليه التعاطي مع النشهد القادم وعنوانه السياسيه وهو ما تم استخلاصه عبر ما يلي ؛
اولا ، ينتظر ان تكون مصر مركز جيوسياسي للمنطقه بعمق واسناد سعودي خليجي وبدعم وتاييد سياسي اردني .
ثانيا ، سيتم تمكين الجواز السفر الفلسطيني والارتقاء بمستويات التمثيل الدبلوماسي وبشكل الدوله دون الوقوف عند المحددات الجغرافيه .
ثالثا ، سبتم رفع القيود التى تحؤول دون استخراج الاردن لثرواته الطبيعيه بشكل نسبي محدود وهو ما سيشكل رافعه اقتصاديه متعددة الجوانب .
رابعا ؛ سيتم تشكيل اطار ناظم مشترك للقوات الدفاعيه والاجهزه الامنيه فى مركزها الرئيس الاردن .
خامسا ، سيتم السماخ بالتنقل والانتقال وحريه الاستثمار بين اامجتمعات الافليميه من خلال تخفيف قيود الحركه بين ارجاءها .
سادسا ، سبتم انشاء منطقه مركزيه اقليميه فى راس البحر الاحمر ضمن محددات مشتركه وعناوين للتجاره الحره ومكان ملائم لتوطين الاستثمار وضمن منطقه اقليميه مشتركه .
سابعا ؛ سيتم العمل لانشاء خطوط سكك للقطارات التجاريه والقطارات الخفيفه لتغذيه مسالة النقل والتنقل بين المراكز السياحيه .
ثامنا ؛سيتم اقامة علاقات طبيعيه بين اقطار المنطقه ضمن اطار القياده المركزيه .
تاسعا ، سيتم توسيع مشاركة الجميع فى بيت القرار بما فى ذلك الاقليات والحركات الاسلاميه كونها باتت مطلب تفرضه مقتضيات المشهد كما تشكله عوامل الاستقرار فى مصر والسودان وفلسطين والاردن وتوتس وليببيا .
عاشرا؛ العمل على استقطاب حواضن جغرافيه منخرطه فى المنظومه الجديده من العراق وسوريا اضافه الى لبنان فى اطار الناظم العام .
فان صحت هذه الاستخلاصات التى ذكرت فان المشهد القادم
سيبدا فى بلورة محدداته وسيتبعه الاعلان عن ترسيم اتفاقات بعد الانتخابات التركيه واما الحديث حول هذه القضايا ستتناوله لقاءات صن فالي التى يشارك فيه جلالة الملك وستعنونه زيارة الرئيس الامريكي للمنطقه مع اقتراب الانتخابات النصفيه للولايات المتحده التى بدات تشير الى صعود نجم الحزب الديموقراطي بعد ما تم تصفيه ترامب سياسيا فى اطار المحاكمه البرلمانيه التى خلخلت توازنه وافقدته حواضنه الشعبيه وهذا ما سيعجل الاداره الامريكيه تعيد بسط قيادتها على العالم من جديد وتجعل من المنطقه على ابواب صياغه مفردة تاريخيه .