أمامي مادتان إعلاميتان تتحدث الأولى عن تقديم رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز شكوى لدى مدعي عام عمان، بحق عدد من الأشخاص الذين وجهوا له إساءات شخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية، وهذا سلوك حضاري من رجل دولة رفض أن يستخدم عصبيته العشائرية وموقعه القبلي للوصول إلى حقه، وفضل طريق القانون وسيادته على ماسواه, بعد أن طفح به الكيل على الرغم من سعة الصدر التي عرف بها دولته، على أمل أن يكون في نصوص القانون ما يكفي للردع.
أما المادة الإعلامية الثانية التي أمامي فتزج بأسم السيد جعفر حسان مدير مكتب جلالة الملك بإشاعة مغرضة نشرتها بعض مواقع التواصل الاجتماعي بحق نجل السيد جعفر، بالرغم من إن نجله ما زال في الحادية عشرة من عمره، ومع ذلك فإن الضمائر الميتة زجت بأسمه بالإشاعة حول واقعة تحتاج إلى رجال عتاه بلا قلوب ولا ضمائر. مما يدل على أن الذين يقفون وراء حرب الإشاعات التي تستهدف بلدنا لايبالون بخلق أو قيم أو منطق.
وأن هذه الحرب الإلكترونية القذرة التي تستهدف بلدنا، وصلت إلى درجة من الوقاحة والافتراء حدا جعلها تتجاوز كل الحقائق على الأرض من ذلك أن نجل السيد جعفر حسان مازال في مرحلة الصبا مما يعني أن زج أسمه بمثل هذه الإشاعة المغرضة يمثل اعتداء صارخًاعلى أبسط حقوق الطفولة، فوق الأذى النفسي الذي يسببه للأهل، علماً بأنه من المعروف عن السيد جعفر حسان أنه صاحب شخصية جادة وصارمة ورجل عائلة ملتزم بعائلته, وأنه رجل مهني يراعي حساسية منصبه وموقعه في الدولة بكل حركاته وسكناته، لذلك فإنه غير محسوب على شلة، كما أنه قليل الظهور في الأماكن العامة أولاً لكثرة مشاغله, وثانياً لطبيعة شخصيتة الجادة والصارمة والمهنية، لذلك يقول الذين يعرفونه عن قرب أنه حتى في هواياته الشخصية لا يحتاج إلى شلة ولا إلى شركاء، وقد انعكس ذلك كله على عائلته انضباطًا وخلقًا، ورغم كل هذه الصفات التي تُزين كل من يتصف بها، فإن النفوس المريضة والحاقدة وجدت مدخلاً لصاحبها من خلال الافتراء على ابنه الذي ما زال في أول الصبا, مما يجعلنا نقول إن هاتين المادتين الإعلاميتين تؤكدان حقيقة مرة هي: أنه لم يعد أحد في الأردن بمنأى عن نيران الجيل الرابع من الحروب التي تستهدف قتل المجتمع من داخله، من خلال هز الثقة بين مكوناته وبرموزه ورجالاته، وهاتان المادتان خير دليل على هذه الحقيقة فكلاهما فيصل الفايز وجعفر حسان من رجال الدولة, بل ومن دائرة الضيقة لجلالة الملك بحكم منصبهما على الأقل, وبالرغم من ذلك فإن موقعيهما الرسميين لم يردعا مطلقي الإشاعات عن الافتراء عليهما, وعلى أسرتيهما. بل لعل الموقع هو الذي دفع إلى الافتراء عليهما، لأن الهدف الرئيس لهذه الحرب هو المساس بالدولة وهز الثقة بها من خلال المس برجالها وتشويه صورتهم وهز الثقة بهم، مما يفرض علينا كمؤسسات رسمية وكمجتمع الانتباه لهذا الخطر الداهم، الذي يفتك بنا من خلال تدمير الثقة بالرجال والمؤسسات وبالعلاقات الإنسانية والاجتماعية ببلدنا، الذي يراد له أن يتحول إلى مجتمع كراهية، لذلك فإن التسلح بالوعي وتحري الحقيقة في كل ما يصلنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي صارا واجبا علىَ كل الاردنيين ،وصار التشدد بالعقوبات وتغليظها على الجرائم الإلكترونية واجباً وطنياً، وضرورة ملحة على السلطتين التنفيذية والتشريعبة تحقيقها لحماية وجودنا والدفاع عنه أمام هذه الحرب القذرة.