من كان يمشي مع الناس ويفزع لهم خالصاً لوجه الله تعالى يبغي الأجر والثواب من رب العباد ولا يأخذ أجرأ ماديا لا من فوق الطاولة ولا من تحتها ، من كان يحافظ على حقوق الناس ولا يساوم عليها ويطالب بها بالمعقول واضعاً مرضات الله نصب عينيه ، من كان ذا خلق وصدر واسع مثقف متكلم محبوب بين الناس ، ومن كان ذا مبدأ واحد سواء كان لسان جاهة أو كان كبير المستقبلين ، من كانت فيه هذه الأمور فهو بالنسبة لي شيخ إبن شيوخ كابر عن كابر ، لأن بعض الشيوخ وللأسف إذا كان كبير جاهة تراه مثل الحمل الوديع مسكين يشحد الطيب ويعتمد على كثير من الآيات والأحاديث ويذكر الطرف المستقبل بمواقف العفو والتسامح والطيب لكثير من العشائر أما إذا كان مستقبل تراه هائجا مائجا عالي الصوت حاد في الكلام يغرم ويجرم ويشترط ويعقد الأمور وربما يطلب طلبات فوق طاقة الطرف الآخر متناسيا الآيات والأحاديث ومواقف الشهامة والنخوة والعفو والتسامح التي يتسلح بها عندما يكون كبير جاهة أي أنه صاحب وجهين وله مبدأين ، فهذا والله بالنسبة لي لا يستحق أن يكون من الشيوخ ، وأخيراً أذكر الجميع أن من يرضي الله فقد أرضى الطرفين وكان الصلح كاملاً أما من يقوم بإرضاء طرف على حساب طرف فهذا همه الصيت والجاه والسمعة والشهرة ويكون عندها الصلح ناقص رغم توقيع الطرفين عليه.